لم يجد عوض الباشت المعلم المتقاعد في مدرسة مصعب بن عمير ببلدة الرويس 160كم شمال لحج خيارا للراحة في ظل النقص الحاد في الكادر التعليمي سوى العودة مجددا لرحاب العملية التعليمية في مدرسته لتغطية الفراغ الكبير الذي احدثته موجة التقاعد المستمرة منذ زهاء عشر سنوات دون احلال أو توظيف، الأمر الذي خلق فجوة كبيرة في العملية التعليمية.
يقول الباشت إن العودة كانت اجبارية له في ظل معاناة المدرسة وشكاوى الأهالي من نقص المعلمين وصعوبة تحمل أعباء التعاقد مع معلمين، نظرا لتردي أحوال الناس المعيشية، ما أضطره للتدريس في المدرسة لحاجة المدرسة ولتخفيف معضلة النقص حفاظ على الجيل.
وأضاف أن تطوع البعض من المتقاعدين لن يحل المعضلة نظرا للتقاعد السنوي ورفض المتقاعدين البقاء بحجة بلوغ أحد الأجلين في ظل توقف التوظيف منذ ما يزيد عن عشر سنوات، وهو ما زاد الوضع سوء، داعيا لتمكين الشباب المقيدين في الخدمة المدنية من التوظيف لحل معضلة النقص ولتخفيف العبء الكبير الذي تسبب به مغادرة المئات من المعلمين العملية الدراسية دون تعويض.
وحتى العمل المنصرم بلغ عدد المتقاعدين فعليا في مديرية المضاربة كبرى مناطق لحج 200 متقاعد بما يقارب نصف القوى العاملة في48 مدرسة أساسية وثانوية في المديرية، حيث يبلغ عدد المعلمين في المديرية250 معلم من كلا الجنسين.
تقاعد متواصل
في مدرسة خديجة للبنات بلغ نصف طاقم المدرسة الأساسية أحد الاجلين، ومعها أعلنت المدرسة أن الشلل التام يهدد العملية الدراسية في المدرسة لتقاعد هذا الكم ومنهم مدير ووكيل المدرسة، وهو ما دفع للمعلمين المتقاعدين البقاء في العملية التعليمية لغياب الحلول في هذه الفترة..
يقول عبد الغني علي إبراهيم، أحد المتقاعدين، والذي يعمل وكيلا لمدرسة خديجة للبنات بالمضاربة إنه قرر البقاء في هذا العام للتدريس في المدرسة لإنقاذ العملية التعليمية في المدرسة، جراء الارباكات التي شهدتها العملية في المديرية جراء تغيير مدير التربية السابق وانتظار الحلول من قبل الادارة الجديدة، كون التقاعد حق من حقوق المعلم بعد هذا العمر الطويل في تعليم الأجيال.
وأضاف المشمري: " حان لنا أن نرتاح حيث ونحن منذ منتصف الثمانينات نقوم بواجبنا على أكمل وجه رغم الظروف الصعبة التي واجهناها، وعلى إدارة التربية أن تعمل لإيجاد البديل من الشباب للقيام بهذا الدور وانقاذ أكثر من300 فتاة في المدرسة من الجهل والتسرب أو البحث عن حل تشجيعي للمتقاعدين للاستفادة من خبراتهم من خلال التعاقد معهم للاستمرار في العملية التعليمية".
ويقول مدير مكتب التربية والتعليم في مديرية المضاربة كبرى مناطق لحج خلدون زين عبد الواسع لـ " يمن فريدم" إن العملية التعليمية في المديرية تأثرت كثيرا بفعل خروج 200 معلم من قوى المديرية الفعلية في القطاع التعليمي بدخولهم سن أحد الاجلين في ظل عدم وجود بدائل لهذا النقص المتواصل، الأمر الذي أضطر مجالس الآباء في المدارس التدخل في بعض الأحيان لإنقاذ العملية التعليمية من خلال تحمل الأهالي نفقات تغطية هذا العجز.
التوظيف بالإحلال
وأضاف زين الذي تم تعيينه مؤخرا في ادارة تربية في المديرية أن الحل الامثل حاليا لوقف هذا النزيف في القطاع التربوي وخسارة الكادر التعليمي في كل عام في تفعيل نظام التوظيف بالإحلال كونه الاجدى بحل معضلة التناقص المتواصلة من اجل ديمومة واستقرار العملية التعليمية في المدارس
وتشير تقديرات لمكتب التربية والتعليم في لحج الى دخول 3972 سن أحد الاجلين في ظل توقف التوظيف وهو ما فاقم من وضع العملية التعليمية في المحافظة.
وتوزعت التقديرات بين580 في تخصص القرآن كريم، فيما بلغ عدد من وصلوا سن التقاعد في تخصص التربية الإسلامية (385) معلما، وتخصص لغة عربية (644)، انجليزي (400)، فيزياء رياضيات (847) كيمياء، أحياء (284) اجتماعيات (297) علوم (312) معلم صف (223) معلما.
ويأمل القائمون على القطاع التربوي الحصول على عدد متناسب مع موجة النقص الكبيرة من الوظائف الـ 17000 التي اعلنت عليها الحكومة مؤخرا، والتي لم يتم تحديد نسبة المحافظة منها بعد.