19 إبريل 2025
3 إبريل 2025
يمن فريدم-متابعات


يصادف الأسبوع الأخير من شهر مارس/آذار الذكرى السنوية العاشرة لاندلاع الحرب في اليمن، التي أثرت بشكل بالغ على جميع جوانب الحياة في البلاد، ولا سيما على الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام.

فقد دفع الصحفيون ثمناً باهظاً جراء الظروف القاسية التي يواجهونها، مثل الفقر المدقع الناتج عن تدني الأجور، والهجمات المستمرة، والاعتقالات التعسفية، فضلاً عن حالات القتل التي غالباً ما تبقى دون محاسبة.

وأطلق الاتحاد الدولي للصحفيين، بالتعاون مع نقابة الصحفيين اليمنيين، دراسة استقصائية تهدف إلى تقييم تأثيرات الحرب المستمرة منذ عقد على الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام. تهدف الدراسة إلى رصد الأوضاع الراهنة وتقديم صورة شاملة عن التحديات التي يواجهها الصحفيون في ظل الأزمة المستمرة في اليمن، فضلاً عن توثيق الانتهاكات التي تطالهم بشكل يومي.

لقد أثرت الحرب المستمرة في اليمن منذ عشر سنوات بين جماعة الحوثي والحكومة الشرعية المعترف بها دوليا على كافة جوانب حياة المواطنين، بما في ذلك قطاع الصحافة. فقد صاحب عدم الاستقرار السياسي تصاعد العداء تجاه الصحافة، مما جعل الصحفيين يدفعون ثمناً فادحاً، حيث حولت الأطراف المتحاربة اليمن إلى واحدة من أسوأ البلدان بالنسبة للصحفيين، حيث شملت التأثيرات طرد مئات من العاملين في وسائل الإعلام، والتحريض ضد الصحفيين، والرقابة، وإغلاق وسائل الإعلام، فضلاً عن حالات الاختطاف، و إجبار الصحفيين على النزوح إلى المنفى.

وقد قُتل ما لا يقل عن 45 صحفياً في اليمن منذ عام 2014 بسبب تصاعد العنف ضد الصحفيين ووسائل الإعلام، وفقاً للبيانات الصادرة عن الاتحاد الدولي للصحفيين ونقابة الصحفيين اليمنيين.

ويهدف الإستطلاع الذي أطلقه لاتحاد الدولي للصحفيين، بالتعاون مع نقابة الصحفيين اليمنيين إلى تسليط الضوء على أوضاع الصحفيين والإعلاميين الذين يغطون الحرب في اليمن، بالإضافة إلى تقييم حالة حرية الإعلام في البلاد، والعنف الذي تتعرض له الصحفيات، والتمييز في حقوقهن الاجتماعية والمهنية.

يأتي هذا الاستطلاع في إطار إعداد تقرير شامل، بدعم من الاتحاد النرويجي للصحفيين، سيصدر بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف 3 مايو/أيار. يهدف التقرير إلى المساهمة في تقييم الوضع الراهن، وتعزيز الوعي بالقضايا التي تواجه الصحافة والإعلام في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.

الهجمات على الصحفيين والنقابات العمالية

يُعتبر اليمن من البلدان التي تفتقر إلى الأمان بالنسبة للصحفيين والنقابيين، وهو ما تجسد بوضوح في الهجوم الذي تعرض له محمد شبيطة، الأمين العام لنقابة الصحفيين اليمنيين والأمين العام المساعد لاتحاد الصحفيين العرب. ففي مايو/أيار 2024، تعرض شبيطة لإطلاق نار أثناء مروره بسيارته مع أقاربه بالقرب من وزارة الإعلام في العاصمة صنعاء. ورغم خطورة الهجوم، فقد نجا من الاعتداء.

تقييد أنشطة نقابات الصحفيين

تواجه أنشطة نقابات الصحفيين في اليمن تقييداً مستمراً. ففي فبراير/شباط 2023، تم اقتحام مقر النقابة في عدن، جنوب اليمن، والاستيلاء عليه من قبل رجال مسلحين تابعين للمجلس الانتقالي الجنوبي كما تبع ذلك اجراءات تضييقية على عمل النقابة بعدن. ولم يُسمح للنقابة باستئناف عملياتها إلا في نوفمبر 2024، بعد أن أدان الاتحاد الدولي للصحفيين التدابير التعسفية التي اتُخذت ضد نقابة الصحفيين اليمنيين.

شهد اليمن خلال عقد من الزمن انتهاكات مروعة ضد وسائل الإعلام، وفي أبريل 2023، تم الإفراج عن أربعة صحفيين (توفيق المنصوري، عبد الخالق عمران، أكرم الوحيدي، و حارث حميد).

كان هذا الإفراج خبرًا مفرحًا - وانتصارًا كبيرًا لجميع المنظمات التي ناضلت بلا هوادة من أجل تحريرهم، بما في ذلك نقابة الصحفيين اليمنيين والاتحاد الدولي للصحفيين.

كان الصحفيون قد حكم عليهم بالإعدام من قبل محكمة حوثية بسبب عملهم الصحفي، وتم الإفراج عنهم في إطار تبادل للأسرى بعد قضائهم ثماني سنوات خلف القضبان.

وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنطوني بيلانجي: "نحن نرحب بهذا الجهد المهم في تعزيز سلامة الصحفيين والدفاع عن حقوقهم في واحدة من أكثر البيئات خطورة على الصحفيين في العالم"

وأكد بيلانجي التزم الاتحاد الدولي للصحفيين بتقديم دعمه المستمر للصحفيين اليمنيين، ولنقابة الصحفيين اليمنيين، التي تقود واحدة من أطول المعارك من أجل حماية حياة الصحفيين وحريتهم واستقلالهم".

ودعا الاتحاد الدولي للصحفيين الحكومة اليمنية، والجماعات المسلحة الأخرى، إلى التوقف عن تهديد الصحفيين

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI