يعود المقاتل الباكستاني أحمد مجتبى إلى بطولة "ون" في عرض ONE 163 في 19 تشرين الثاني/نوفمبر بعد غياب أكثر من سنة ونصف عن حلبة "ون".
ويستعد مجتبى، الذي هزم الهندي راهول راجو في آخر نزال له في "ون" خلال عرض ONE Championship: UNBREAKABLE III في شباط/فبراير من العام 2021، لمواجهة البرازيلي أبراو أموريم في ملعب سنغافورة الداخلي، آملاً في تعزيز سلسلته من الانتصارات والاستمرار في رفع علم بلاده عالياً داخل حلبة أكبر منظمة في فنون القتال.
من هو المقاتل أحمد مجتبى؟
وُلد أحمد مجتبى عام 1993 بمدينة كويتا في باكستان. كان والده معلّماً يولي اهتماماً للدراسة والعلم، ويحرص على بلوغ إبنه أعلى الدرجات العلمية من أجل ضمان مستقبل مهني ناجح.
كان مجتبى التلميذ يحلم منذ طفولته بأن يصبح يوماً ما طبيباً مرموقاً في بلاده لما يميز هذه المهنة من معان إنسانية في التعامل، لكن مع مرور الوقت سرعان ما تبخّر حلمه بارتداء السترة البيضاء، وتحوّل نحو هدف أخر.
اليوم بات مجتبى، الذي درس علوم الكمبيوتر، مقاتلاً جسوراً ومقداماً، يهزم خصومه بلا خوف داخل القفص.
قصّة أحمد مجتبى مع فنون القتال
عشق الفتى الرياضة منذ الصغر، وأجبرته مشاكسات المتنمّرين في باكستان إلى تعلم فنون الدفاع عن النفس. وفي عام 2012 انضم مجتبى إلى قلعة الفنون القتالية المختلطة في إسلام أباد.
بعد النهل من الفنون القتالية، دخل الشاب الباكستاني عالم المنافسات في صنف الهواة من أوسع الأبواب عندما أسقط أول خصومه بالضربة القاضية بعد أربع ثوان فقط من بداية النزال.
علّق مقاتل فريق "فايت هاوس باهيا"/ماي جيم على نزاله الأول بالقول: "خضت أول نزال للهواة بعد الأسابيع الثلاثة الأولى من بدايتي التدريب، فزت بالضربة القاضية في أربع ثوان. وكان ذلك أمرا معززا للثقة".
ظهر "ذا ولفيرين" لأول مرة في MMA الاحترافي عام 2013، وحقق خمسة انتصارات متتالية، وحصل على لقب UGB MMA لوزن الريشة في أوائل عام 2016.
وإلى جانب مسيرته المهنية المميّزة في فنون القتال المختلطة، فاز عامي 2014-2015 بأربع ميداليات (ذهبية وفضية وبرونزيتين) في بطولة باكستان.
بطولة "ون" محطة بارزة في حياة مجتبى
في خريف عام 2016، وقّع مجتبى مع بطولة "ون تشامبينشيب"، وظهر لأول مرة في ملعب سنغافورة الداخلي خلال معركته مع بنديكت أنج المقاتل السنغافوري الذي لم يهزم آنذاك.
تفوّق" ذا ولفيرين" بشكل مقنع وحقّق انتصارا مستحقا بالإجماع، وشكّل ذلك النزال محطة بارزة في حياته المهنية.
بعد تحقيق ذلك الفوز، لم يكن لدى مجتبى وقت للاحتفال. حيث عاد مسرعا إلى كويتا ليكمل امتحاناته في علوم الكمبيوتر بجامعة بلوشستان لتكنولوجيا المعلومات والهندسة والعلوم الإدارية.
يتذكّر مجتبى (29 عاماً) ذاك النزال جيداً: "ربما كانت تلك المعركة هي الأهم في حياتي، لأنني لم أكن أمثل بلدي فحسب، بل أردت أن أثبت مستوى الرياضيين في قلعة القتال بباكاستان".
مصدر إلهام وواجهة الـ MMA الباكستاني
يُعتبر مجتبى بطلاً قومياً في بلاده، ومصدر إلهام للشباب الباكستاني الطامح إلى تقفي أثر "ذا ولفيرين" الذي منحته الفنون القتالية الشهرة والمال واللياقة البدنية والانضباط والمهارات.
وخلال مسيرته، كافح ابن مدينة كويتا لأجل بلوغ درجات متقدمة على سلّم الاحتراف
ويقول: " لقد كافحت أنا والمدربين في التدريبات وتمويل الرحلات للتنافس في الأحداث الرياضية.
وتابع صاحب السجل (9-2) في الفنون القتالية: "لم يكن هناك مال، حصلت على أجر واحد فقط من بين كل المعارك التي خضتها في باكستان. لكن من الرائع اليوم أن نرى الأمور تتغير".
ولا يزال أحمد يؤكد إنه لن يدخر جهدا لمزيد نشر الوعي حول رياضة الفنون القتالية المختلطة في باكستان، وإشاعة الفنون القتالية الباكستانية على مستوى العالم.
ويرفض مجتبى وصفه بالمحارب داخل القفص معتبرا نفسه فنّانا في رياضة الفنون القتالية وقال: "أنا لست مقاتلاً في القفص، أنا فنان قتالي".
وعلى المقاتل الباكستاني أن يثبت صحة نظرته الفلسفية للفنون القتالية ويختبر فنياته في الضرب والإخضاع عندما يقف وجهاً لوجه داخل استاد سنغافورة الداخلي ضد البرازيلي أبراو أموريم.