ارتفعت حالات الإصابة بحمى الضنك والكوليرا والحصبة في مديريات ساحل محافظة حضرموت، شرقي اليمن، إلى أكثر من 630 إصابة جديدة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، بالإضافة إلى تسجيل أربع حالات وفاة مرتبطة بالحصبة.
وبحسب أحدث إحصائية صادرة عن دائرة الترصد الوبائي بمكتب الصحة في ساحل حضرموت، الأربعاء، بلغ إجمالي الحالات التراكمية للاشتباه بهذه الأمراض 634 حالة خلال الفترة الممتدة من 1 يناير/كانون الثاني حتى 29 مايو/أيار 2025.
وذكرت الدائرة أن من بين هذه الحالات تم تأكيد إصابة 25 حالة عبر الفحص المخبري، منها أربع حالات بحمى الضنك (2 في مدينة المكلا، و1 في غيل باوزير، و1 في الديس الشرقية)، و21 حالة بالحصبة (ثمان في المكلا، وست في الديس، وخمس في غيل باوزير، و2 بين الحالات الوافدة).
كما سُجّلت أربع حالات وفاة خلال الفترة نفسها، جميعها بسبب الحصبة، بواقع حالتين في الديس، وحالة واحدة في المكلا، وأخرى بين الحالات الوافدة.
الضنك في الصدارة
أوضحت الإحصائية أن حمى الضنك تصدرت قائمة الأمراض المشتبه بها بـ285 حالة، وجاءت مدينة المكلا في المرتبة الأولى بـ109 حالات، تلتها بروم ميفع (80)، ثم غيل باوزير وحجر (22 حالة لكل منهما)، وأرياف المكلا (19)، والديس (12)، إضافة إلى سبع حالات في الشحر، وست في غيل بن يمين، وخمس حالات وافدة، وثلاث في دوعن.
الحصبة تنتشر في مناطق متعددة
بلغت حالات الاشتباه بالحصبة 247 حالة، تركزت في المكلا بـ68 حالة، تلتها الديس (52)، وغيل باوزير (51)، ثم الشحر (28)، والريدة وقصيعر (10)، وبروم ميفع (9)، وغيل بن يمين (8)، إضافة إلى ثماني حالات وافدة، وست في الضليعة، وثلاث في دوعن، وحالتين في أرياف المكلا، ومثلها في يبعث وحجر.
ارتفاع إصابات الكوليرا
أما حالات الاشتباه بالكوليرا فقد بلغت 102 حالة، سُجلت معظمها في مديرية حجر (50 حالة)، تلتها بروم ميفع (35)، ثم المكلا (6)، بالإضافة إلى ست حالات وافدة، وأربع في غيل باوزير، وحالة واحدة في الشحر. ولم يتم تأكيد أي حالة مخبرياً أو تسجيل وفيات مرتبطة بالكوليرا حتى الآن.
وأكدت دائرة الترصد الوبائي أن نحو 99.4% من الحالات المشتبه بها تماثلت للشفاء، أي ما يعادل 630 حالة، بينما أظهرت البيانات أن 63% من المصابين بالحصبة لم يتلقوا أي جرعة لقاح.
من جانبه، قال نائب وزير الصحة في الحكومة المعترف بها دولياً، الدكتور عبد الله دحان، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن عدد حالات الاشتباه بالإسهال المائي الحاد بلغ 5730 حالة، مع تسجيل حالة وفاة واحدة حتى 26 مايو/أيار.
وأضاف دحان أن هناك 152 حالة مؤكدة بالفحص الزراعي، و872 حالة مؤكدة بالفحص السريع، وأشار إلى أن نسبة العينات الموجبة بلغت 24.1% من أصل 630 عينة مخبرية. وسُجّلت أعلى الإصابات المؤكدة في شبوة (42 حالة)، وعدن (38)، ولحج (34)، وتعز (27)، فيما سُجلت حالة الوفاة الوحيدة في مديرية تبن بمحافظة أبين.
أزمة صحية متفاقمة وسط ضعف البنية التحتية
تأتي هذه الموجة من تفشي الأمراض في ظل تدهور شديد في القطاع الصحي نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات، والتي أدت إلى تدمير كلي أو جزئي لكثير من المنشآت الصحية، إلى جانب تراجع مستوى الخدمات، وغياب الإجراءات الوقائية، مثل حملات التلقيح والرش الوقائي، ما يفاقم معاناة السكان ويزيد خطر انتشار الأوبئة.
(العربي الجديد)