10 سبتمبر 2025
8 سبتمبر 2025
يمن فريدم-الشرق الأوسط


احتدمت المعارك خلال اليومين الماضيين في إقليم كردفان بوسط السودان، وهو الإقليم الذي يسعى الجيش جاهداً إلى منع "قوات الدعم السريع" من السيطرة عليه؛ لأنه يجاور إقليم دارفور الذي تسيطر "قوات الدعم السريع" عليه بالكامل باستثناء مدينة الفاشر.

ويخشى الجيش من سيطرة "الدعم السريع" على الإقليمين اللذين يشكلان مساحة كبيرة تقارب نصف مساحة السودان الكلية (46.1%)، مما يعزز سيناريو تقسيم البلاد عملياً.

وقال محللون إن سيناريو التقسيم العملي أصبح أكثر واقعية بعدما أعلنت "قوات الدعم السريع"، الشهر الماضي، عن تشكيل حكومة موازية في المناطق التي تسيطر عليها، وشبهوا الوضع في السودان بالسيناريو الليبي الذي توجد فيه سلطتان متوازيتان في الشرق والغرب.

ميدانياً، تواصلت معارك الكر والفر بين الجيش و"قوات الدعم السريع" لليوم الثاني على التوالي في منطقة كازقيل، التي تبعد 40 كيلومتراً جنوب مدينة الأُبيّض، أكبر مدن إقليم كردفان.

وسقط خلال هذه المعارك عشرات القتلى من الجانبين؛ إذ عاودت "قوات الدعم السريع" الهجوم على كازقيل، في حين تصدت له قوات الجيش، وقتلت ماكن الصادق، أحد أبرز قيادات "الدعم السريع" في إقليم كردفان.

كما أكدت مصادر محلية أن الطرفين حشدا قوات كبيرة من المقاتلين والعتاد من أجل تحقيق نصر ميداني حاسم في هذا الإقليم الاستراتيجي.

عملية عسكرية واسعة

وتبادل طرفا الحرب في السودان مزاعم الانتصار بعد نهاية معارك شرسة دارت في منطقة كازقيل، ونشر كل طرف مقاطع مصورة عرض فيها ما سمّاه انتصاراته وهزائم الجانب الآخر.

وتأتي هذه المعارك بعد إعلان الجيش إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق من ثلاثة محاور لاستعادة المدن التي سيطرت عليها "قوات الدعم السريع" في كردفان، ثم التوجه بعدها نحو إقليم دارفور المجاور.

وتداولت حسابات وصفحات على شبكات التواصل الاجتماعي، موالية للجيش، مقاطع فيديو تُظهر جنوداً يزعمون إحباط محاولة هجوم لـ"قوات الدعم السريع" على البلدة، إلا أنه لم يصدر أي بيان رسمي من الجيش بشأن تلك المواجهات.

وتسيطر "قوات الدعم السريع" حالياً على 5 محليات في ولاية شمال كردفان، في حين يسيطر الجيش على ثلاث، وتدور المعارك على الحدود مع ولاية غرب كردفان التي تسيطر عليها "قوات الدعم السريع"، باستثناء مدينة بابنوسة.

وأعلنت «قوات الدعم السريع»، يوم الأحد، أنها حققت انتصاراً ميدانياً جديداً على الجيش والقوات المتحالفة معه، في منطقة رهيد النوبة على طريق الصادرات الذي يربط مدينة بارا بالعاصمة الخرطوم.

وأضافت أنها ألحقت بقوات الجيش خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، واستولت على عشرات المركبات العسكرية وكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والدراجات النارية.

وأفادت مصادر عسكرية بأن الجيش لا يزال يسيطر بالكامل على كازقيل، ولا صحة للأنباء التي تتحدث عن سيطرة "قوات الدعم السريع" عليها.

وفي المقابل بثت "قوات الدعم السريع" مقاطع مصورة قالت إنها تُوثق أسرى وقتلى من الجيش في منطقة كازقيل.

وأكد شهود وقوع معارك برية عنيفة، بعد أن أطلقت وحدات من الجيش، والحركات المسلحة المتعاونة معه، عملية كبيرة لمحاولة استعادة المناطق التي تسيطر عليها "قوات الدعم السريع".

الموجة الرابعة

ويُعد هذا الهجوم المتزامن على أكثر من محور، ضمن الموجة الرابعة من العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش في إقليم كردفان منذ أشهر، بهدف فتح ممرّ بري يمهد لفك الحصار عن مدينة الفاشر، أكبر مدن إقليم دارفور.

وتعرض الجيش لخسائر كبيرة في صفوفه إبان المعارك التي دارت في مناطق الخوي وأم صميمة وكازقيل، منتصف مايو/ أيار الماضي، أجبرته على الانسحاب وإعادة التموضع في القاعدة العسكرية الرئيسية في مدينة الأُبيّض.

وتستمر المعارك بين الطرفين منذ أشهر في تخوم الأُبيّض، بعدما حققت «قوات الدعم السريع» تقدماً ميدانياً بالسيطرة على بلدات مهمة، تبعد نحو 40 كيلومتراً عن المدينة.

وتعد المعارك الجارية حالياً حول بلدة كازقيل وفي مناطق أخرى بالنسبة للجيش، خطوة مهمة لفتح الطرق أمام تحركاته باتجاه جنوب كردفان وإقليم دارفور الذي تسيطر على غالبيته "قوات الدعم السريع"، وتحاصر مدينة الفاشر منذ أكثر من عام، في حين يسعى الجيش إلى فك هذا الحصار.

وحال سيطرت "الدعم السريع" على إقليم كردفان، فستكون قد استولت على منطقة جغرافية كبيرة جداً من البلاد، تضم إقليمَي دارفور وكردفان، بما يتيح لها فرصة التقدم تجاه العاصمة الخرطوم، واستعادة المناطق التي كانت تسيطر عليها منذ بداية الحرب في منتصف أبريل/ نيسان 2023.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI