7 يوليو 2024
22 ديسمبر 2022
يمن فريدم-الشرق بلومبرغ
REUTERS

 

 

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى دور أوروبي "أكبر" في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة في المجال الأمني، من خلال تطوير القدرات الدفاعية الأوروبية الخاصة بها، في منطقة تشهد اضطرابات كبيرة مرتبطة بالحرب في أوكرانيا.

 

واعتبر ماكرون، في تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أن تطوير القوة الدفاعية لأوروبا لا يعتبر خطوة بديلة لـ "الناتو"، ولكنها تسمح للأوروبيين ليكونوا "أكثر استقلالية داخل الحلف". مشدداً على "ضرورة التفكير في استقلاليتنا الاستراتيجية".

 

وقال ماكرون: "تحتاج أوروبا إلى استقلالية أكبر في التكنولوجيا والقدرات الدفاعية، وهذه الاستقلالية تشمل أيضاً الولايات المتحدة"، الحليف الاستراتيجي الأبرز للأوروبيين.

 

وتأتي تصريحات ماكرون، بعدما كشف الرئيس التنفيذي لوكالة الدفاع التابعة للاتحاد الأوروبي ييري سديفي، الأسبوع الماضي، عن محادثات بين دول الاتحاد لشراء الأسلحة بشكل مشترك، معتبراً أن أوروبا لا يمكنها الاعتماد دائماً على الولايات المتحدة "كدرع".

 

وقال سديفي لوكالة "رويترز"، إن "الحرب العدائية الروسية على أوكرانيا تظهر أوجه القصور في قدراتنا"، مشيراً إلى أن الوكالة تجري محادثات مع شركات الأسلحة الأوروبية بشأن تعزيز الإنتاج، بالإضافة إلى محادثات مع دول بشأن التكاتف معاً لشراء العتاد والذخيرة.

 

 

"الضمانات الأمنية لروسيا من أجلنا أيضاً"

 

سبق لماكرون أن أثار غضب أوكرانيا وبعض حلفائها، من خلال دعوة الغرب إلى تقديم ضمانات أمنية لروسيا، كجزء من أي مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ومنع انتشار الصراع في جميع أنحاء أوروبا.

 

وبعد زيارته إلى الولايات المتحدة نهاية نوفمبر وبداية ديسمبر الجاري، حيث التقى نظيره الأميركي جو بايدن، قال ماكرون للتلفزيون الفرنسي إنه ناقش مع الرئيس الأميركي "الإطار الأمني الذي نسعى لإنشائه مستقبلاً". وأضاف أن "هذا يعني أن إحدى النقاط الأساسية التي يجب أن تتم مناقشتها، مخاوف روسيا من أن يأتي حلف الناتو إلى أبوابه، وينشر الأسلحة التي يمكن أن تهددها".

 

وخلال مقابلته مع "وول ستريت جورنال"، قال ماكرون إنه يؤيد استراتيجية "الدفاع المطلق عن أوكرانيا"، مشيراً إلى أن خروج أوكرانيا منتصرة سيحتاج بعدها إلى تقنين ذلك في نصوص جديدة تضمن الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة، وفي أوروبا.

 

واعتبر ماكرون أن الضمانات الأمنية بموجب هذه النصوص الجديدة "يجب أن تنطبق على أوكرانيا وروسيا، وكذلك الدول المجاورة، مثل أذربيجان وجورجيا ومولدوفا وأرمينيا".

 

وقال ماكرون: "عندما أتحدث عن الضمانات، فإنني أتحدث عن كل هذه البلدان، ومن أجلنا، ولكن من أجل روسيا أيضاً".

 

وترفض كييف فكرة أن روسيا بحاجة إلى ضمانات أمنية، إذ تعتبرها محاولة لتقديم تنازلات لها رغم شنها حرباً "غير مبررة".

 

ويعتبر منتقدو الرئيس الفرنسي أنه يخاطر بـ "دعم أحد مبررات فلاديمير بوتين في شنه للغزو"، إذ أن من الأسباب التي أعلنها بوتين بعد شنه الحرب في فبراير الماضي، معارضته لتوسع "الناتو".

 

طاولة المفاوضات

 

تواصل ماكرون بشكل مستمر مع بوتين خلال الأشهر الأولى من الحرب الأوكرانية، عرضه لانتقادات من أوكرانيا وعدد من الحلفاء. واتهم قادة أوروبا الشرقية ماكرون بمحاولة "استرضاء" موسكو، بعد أن حذّر في وقت سابق من محاولة "إذلال روسيا".

 

وقال ماكرون لـ "وول ستريت جورنال": "يجب على الأوروبيين والغربيين الذين أعطوني دروساً أخلاقية أن يشرحوا لي من سيجلس حول طاولة المفاوضات؟"، مضيفاً: "بالنسبة لي، لا أريد أن يكون فقط الصينيون والأتراك وحدهم من يتفاوضون بشأن ما سيحصل مستقبلاً".

 

والتقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، بالرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، كما ألقى كلمة في جلسة مشتركة للكونجرس. وتستهدف هذه الزيارة زيادة الدعم السياسي والعسكري الأميركي لأوكرانيا، وتوفير الأسلحة لمواجهة الغزو الروسي.

 

وأرسلت الولايات المتحدة ودول أوروبية قوات إلى الجناح الشرقي للحلف، بهدف تعزيز دفاعاتها، بينما تزود أوكرانيا، التي ليست عضواً في "الناتو"، بالمدفعية الثقيلة وأسلحة أخرى سمحت لها بالتقدم على الأرض.

 

ولكن الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، تواجه "ضغوطاً" من أجل مضاعفة إنتاجها من الأسلحة، بعد تراجع مخزوناتها بسبب الحرب في أوكرانيا.

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI