7 يوليو 2024
2 يناير 2023
صنعاء-وضاح شمسان
زيارة للقيادي في الجامعة محمد علي الحوثي لمحافظة إب

 

 

صعدت جماعة الحوثي تهديداتها ووعيدها باستهداف كل من ينتقد أو يعترض على سياساتها وإجراءاتها وتهم الفساد التي الموجهة لها، وتصدر محمد علي الحوثي مهمة تهديد مشائخ وأعيان القبائل والقيادات السياسية والاجتماعية.

 

ووفقاً لمصادر "يمن فريدم" في العاصمة صنعاء؛ فقد أجرى موظفو مكتب محمد علي الحوثي، ابن عم قائد الجماعة، وعضوا ما يعرف بالمجلس السياسي الأعلى، اتصالات ولقاءات بعدد القيادات السياسية والاجتماعية ومشائخ وأعيان القبائل، نقلوا فيها غضب قيادة الجماعة مما يحدث من انتقادات واتهامات للجماعة بممارسة الفساد والنهب، وطلبوا منهم إثبات الولاء وإسكات من وصفوهم بـ"المنافقين".

 

وتولى موظفو مكتب محمد علي الحوثي هذه المهمة لانشغاله شخصياً بزيارة إلى محافظة إب لتعزيز نفوذ الجماعة في المحافظة، وحل الخلافات حول الأراضي وقضايا القتل تحت إشرافه، في خطوة ترى الأوساط الاجتماعية أنها تأتي لتعزيز نفوذ الهيئة العدلية التي يرأسها، وهي كيان موازٍ أنشأته الجماعة كبديل لمؤسسات وأجهزة القضاء.

 

ووفقاً للمصادر؛ فإن زيارة الحوثي إلى إب؛ لم تخلُ من تهديد أعيان المحافظة وشخصياتها الاجتماعية، وتحذيرهم من المشاركة في أي مظاهر نقد الفساد أو التحريض على ذلك، وحمل الحوثي القيادات الاجتماعية في المحافظة مسؤولية مراقبة أي تحركات أو أفعال مناهضة للجماعة والإبلاغ عنها والمساعدة في مواجهتها.

 

وشملت اللقاءات والاتصالات التي أجراها موظفو مكتب القيادي الحوثي المشائخ والقيادات السياسية المرتبطة بالمؤتمر الشعبي العام، والذين كانت تربطهم علاقات جيدة بالرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، ونقلوا إليهم رسائل شديدة اللهجة من قيادة الجماعة.

 

ووفقاً للمصادر؛ فإن موظفو مكتب محمد علي الحوثي أبلغوا المستهدفين بتلك الرسائل أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة اختبار الولاء وإثبات المصداقية، وسيتم محاسبة كل من لم يثبت ولاؤه، أو من يصدر عنه أو عن أفراد تابعين له أو موالين لقبيلته أو حزبه أو جماعته فعل أو قول يثير غضب قيادة الجماعة.

 

ويروج ناشطون مؤيدون لجماعة الحوثي بيانا مذيلا باسم مكتب الأمن والمخابرات يتضمن وعيدا وتهديداً بإيقاع أشد وأقسى العقوبات، بحق كل من يعبرون عن آرائهم ومواقفهم تجاه الأوضاع في مناطق سيطرة الجماعة.

 

وبعبارة صريحة لوح البيان بنزع روح من يفكر بإقلاق ما وصفه بـ"السكينة العامة" من الناشطين ومشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، والذين نعتهم بالمنافقين والخونة، وجاء في البيان: " من يفكر لمجرد التفكير حرف المسار؛ سنحرف روحه وننتزعها نزعا".

 

ويأتي هذا البيان عقب اختطاف عناصر تابعة لجماعة الحوثي ناشطين مؤثرين ونقلهم إلى أماكن مجهولة.

 

ودعا البيان المنسوب إلى مكتب الأمن، المواطنين إلى التعاون معه ومع أجهزة الأمن الأخرى التي تديرها الجماعة في أي محافظة ومربع وحارة للإبلاغ عن "أي تحرك مشبوه بأي شكل من الأشكال"، وسيتم الاستجابة للبلاغ مباشرة بحسب ما ورد فيه.

 

واعترف البيان بوجود الفساد ووقوع المظالم، زاعماً أن الوقت قد اقترب بمحاسبة الفاسدين والظالمين، مقرَّاً بحق نقد الفاسدين وكشفهم؛ إلا أنه اشترط ذلك بعدم حرف البوصلة وتوجيهها إلى قيادة الجماعة كما ذكرت إحدى فقراته.

 

وادعى البيان أن جهاز الأمن والمخابرات كشف عن مخطط "لإقلاق السكينة"، مطالبا الجميع بـ "التأهب لأي طارئ ووضع الزناد على السلاح للتصدي لأي منافق وخائن مع العدوان"، ليضرب "بيد من حديد على كل من يحاول زعزعة الجبهة الداخلية"، حسب ما نصت فقراته.

 

ولجأت جماعة الحوثي إلى إطلاق تهديداتها عبر عدد من قياداتها والناشطين والإعلاميين الموالين لها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

 

واتهم حسين العزي، المعين وزيراً لخارجية حكومة الجماعة غير المعترف بها؛ الناشطين والمشهورين على وسائل التواصل الاجتماعي بالعملاء والخونة، وطالبهم بالتوقف عن نقد فساد جماعته، لأن الفساد، وفق مزاعمه، يمتد عمره إلى 40 عاما، وليس وليد اللحظة، في حين نسب عبدالقادر المرتضى، الغضب الشعبي من الفساد والتجويع إلى مخططات تقف خلفه دول التحالف التي قال إنها جندت أدوات داخلية للتشهير والتشكيك والإرجاف وإقلاق السكينة العامة.

 

ولم يتوقف إطلاق التهديدات عند القيادات الحوثية؛ فقد شهدت الأيام الماضية حملة واسعة من التهديدات أدارها إعلاميو الجماعة ونشطاءها، وتضمنت الحملة مطالبة المتلقين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالإبلاغ عن أي أنشطة أو كتابات أو محتوى ينتقد الأوضاع القائمة، وهو ما قال مراقبون إنه يعكس حالة قلق لدى الجماعة من حدوث انتفاضة شعبية.

 

ووجه أحد أفراد عائلة الحوثي تهديدات صريحة استهدفت قيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام، حزب الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح الذي قتلته الجماعة في ديسمبر 2017، بعد ثلاث أعوام من التحالف معه.

 

ونشر عبدالكريم الحوثي، ويعرف نفسه على تويتر بـ"شخصية إعلامية"، صورة "البطانية" التي تم فيها لف جثة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح بعد مقتله على يد جماعة الحوثي، رفقة عارف الزوكا أمين عام المؤتمر الشعبي العام وقيادات أخرى، وأرفق الصورة بعبارة: "جاهزة لكل من تسول له نفسه ".

 

وقال 4 نشطاء في مناطق سيطرة الانقلاب الحوثي لـ "العين الإخبارية"، فضلوا عدم ذكرهم أسمائهم لاعتبارات أمنية، إن مليشيات الحوثي بعثت تهديدات صريحة وصارمة لهم ولأسرهم بالتوقف الفوري عن نشاطهم الإنساني والمجتمعي رغم ابتعادهم عن الوضع السياسي.

 

وكتب الإعلامي التابع للجماعة محمد معوضة متوعداً: "قروا واهجعوا.. الباصات شغالة قرعة، والرقم 100 مشغول على طول"، مرفقاً تغريدته بصورة للميكروباص الذي باتت أجهزة أمن الجماعة تستخدمه في اختطاف الناشطين، ويقصد بالرقم 100، الهاتف الذي خصص لاستقبال البلاغات.

 

وبالمثل تهكم الإعلامي عبدالله السقاف العامل في قناة "المسيرة" الحوثية بتغريدة قال فيها: " كن صادقا فيما تقول كي لا تزور السجون، ولا تعمل على تضليل العقول فتصبح على كلامك مسؤول بسبب الفضول"، ونشر مقطع لحديث قائد الجماعة عبدالملك الحوثي يتوعد فيها بمحاسبة الفاسدين، زاعماً أن نقد الفساد أمر متاح، على عكس ما وصفه بالتحريض وإشاعة التذمر وإثارة البلبلة والقلاقل.

 

وأبدى العديد من الناشطين والإعلاميين ومشاهير وسائل التواصل الاجتماعي مخاوفهم من أن تطالهم الاختطافات والانتهاكات، وبرغم توقف الكثير منهم عن النشر بسبب هذه الحملة؛ إلا أنهم أعربوا عن قلقهم أن يتم التحريض عليهم بسبب كتابات ومواقف سابقة، أو بسبب التحريض ضدهم.

 

وسخر أحد الصحفيين المقيمين في العاصمة صنعاء من حملة اعتقالات جماعة الحوثي لناشطين معروفين بالولاء لها، مرجحاً أن يكون هذا مخطط تم بالاتفاق مع هؤلاء الناشطين من أجل إرهاب الآخرين، ومنعهم من التفكير في أي نقد أو حديث حول ممارسات الجماعة.

 

وفي حديث الصحفي الذي يتحفظ "يمن فريدم" على بياناته، أشار إلى أن أجهزة أمن جماعة الحوثي اعتقلت العديد من الناشطين والصحفيين والمثقفين والأكاديميين، غير أن الضجة لم ترافق إلا اختطاف من كان يُعرف عنهم موالاة الجماعة وتأييدها في السابق، وأن مواقفهم الأخيرة كانت مفاجأة.

 

ويستعد الكثير من الصحفيين والناشطين للنزوح من مناطق سيطرة جماعة الحوثي، خوفاً على أنفسهم وعائلاتهم من أي إجراءات قمعية.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI