أكدت السويد أنه لا يمكنها تلبية مطالب تركيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، إذ تشترط أنقرة على السويد وفنلندا تسليم أشخاص تعتبر أن لهم صلة بالإرهاب.
وأعلن رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون اليوم الأحد، أن تركيا التي تعرقل منذ أيار/ مايو الماضي انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي، دفعت بمطالب لا تستطيع السويد ولا يمكنها قبولها.
وقال كريسترسون خلال مؤتمر حول الدفاع والأمن بحضور الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ "تركيا تؤكد أننا نفذنا ما تعهدنا القيام به، لكنها تقول أيضًا إنها تريد أمورا لا نستطيع ولا نريد تلبيتها".
وتشترط تركيا أن على كل من السويد وفنلندا بذل المزيد من الجهود في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك تسليم أشخاص تتهمهم تركيا بأن لهم صلة بالإرهاب. وقبل أسابيع قليلة، رفضت المحكمة العليا في السويد تسليم رجل قالت تركيا إنه متورط في الانقلاب الفاشل الذي شهدته البلاد في عام 2016.
وكشف استطلاع حديث للرأي تأييد الناخبين في السويد لحكومتهم فيما يتعلق بالامتناع عن تقديم تنازلات بشأن مبادئها القانونية للحصول على موافقة تركيا على طلب انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال 79 % من المشاركين في الاستطلاع الذي أجرته صحيفة "داغنز نيوهيتر" السويدية ونشرت نتائجه في وقت متأخر الإثنين الماضي، إنه يتعين على السويد مواصلة الالتزام بقوانينها في مواجهة المطالب التركية حتى لو كان ذلك على حساب تأخير انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي، بحسب وكالة بلومبرغ للأنباء.
فيما قال 10 % ممن شملهم الاستطلاع أنه يتعين على السويد السعي إلى الانضمام للحلف في أقرب وقت ممكن بغض النظر عما إذا كان ذلك ينطوي على تنازلات بشأن مبادئها القانونية.
وتقدم البلدان في مايو/ أيار بطلبين للانضمام إلى الحلف في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، إلا أن تركيا اعترضت واتهمتهما بإيواء مسلحين من بينهم عناصر من حزب العمال الكردستاني المحظور.
ومن بين النقاط العالقة تسليم أشخاص تعتبرهم تركيا إرهابيين. وعبرت أنقرة عن خيبة أملها من قرار في أواخر العام الماضي صدر عن محكمة سويدية عليا يوقف طلب تسليم صحفي يُشتبه في أنه من أنصار رجل الدين فتح الله كولن الذي تحمله تركيا المسؤولية عن محاولة انقلاب فاشلة.