21 نوفمبر 2024
7 سبتمبر 2022

أولئك الذين يملكون كل شيء أم الذين ليس لديهم سوى حياتهم؟

يُعد إدوارد الثامن أنموذجا ذاع صيته على نطاق واسع في التضحية تجاه من يحب، واعتبرت قصته من أعظم قصص الحب، حين تخلى عن العرش ليكن مع المرأة التي أحبها.

إدوارد يملك كل شيء، وتنازل عن جزء بسيط امتلكه، وهو في كل الأحوال محسوب له كمحب امتلك الرغبة الكبيرة على تقديم التنازلات لأجل محبوبته.

قبل أقل من عام كنت أتذكر الكثير من قصص التضحيات التي قرأت عنها أو سمعت بها، جميع تلك القصص خُلدت، وتداولتها الشعوب عبر أجيالٍ متعددة، أُسطر منها الكثير تكريماً لوضوح مشاعرهم تجاه محبيهم.

كنت أعود بذاكرتي نحو أرشيف القصص تلك بينما أبحث في سجلات الهاتف عن رقم صديق يمكن أن ألجأ إليه إن حدث غير المتوقع.

لساعة كاملة وربما أكثر، أقلب الأسماء جميعها، باحثاً عن خلاص كنت أثق أنني لن أجده.

لساعة كاملة أنتصف ساحة المطار وأتكئ إحدى أعمدته.. أفكر.. أفكر تفكير محاصرا بالخوف عن وجهة مجهولة.

- إلى أين!

- هل تعِ مخاطر عودتك!

- ومصدر عيشك!

تساؤلات كثيرة أضعها في المهملات منذ آخر محطة تركت فيها كل ما لديّ من أمن ومعيشة.

- لا سبيل للتراجع، القداسة للحب فقط.

ذلك ما كنت أردده بداخلي عند كل خيفةٍ تمنعني من التقدم.

مرّت دقائق موحشة من التفكير، وحزمت اللا عودة، إنني نقيض إدوارد الملك، ليس لديّ ما أضحي به سوى حياتي، ولأجل من أحب كانت رخيصة.

وفي داخلي تيار كبير من التحفيز يضعني عند شحنة موّلدة وكأنها مفاعل نووي بحد ذاته، تيار ناجم عن شعوري بأنها تستحق التضحية.

مرّت الأيام، كنت فيها أقوى من العثرات، مخلصا مؤمنا بقدسية ما أتيت من أجله، مرت بسعادة، وعذاب كبير.

ومن بين كل ما يعذبنا، لا شيء مثل الأذى يمنحنا الإحساس بأننا نلمس أخيراً ما هو محسوس، أذى من نحبهم هو الخيبة الكبيرة والموجعة التي تعتلي سلالم لا أسفل منها إلا الموت.

لقد انحنت حياتنا نحو الانهيار، وبطبيعة الحال عندما لا يسير الحب على ما يرام تبدأ جميع أنواع المشاكل في الحدوث.

يمكن للحب أن يكون تجربة قوية وناجحة عند اتزان المحب، ويمكن له أيضاً أن يكون مفقداً للاتزان، ففي حالة ما إذا كنت تستطيع التعامل مع العالم حولك فإن الحب سيشكل مشكلة وحتمية أمامك.

التعامل مع من تحب حساس للغاية، وسطوته جارحة وخطيرة، لأن الشكوك المتداولة حول المحبوب أفكار واهمة وليست ذا أساس.

ذلك ما آلت إليه تضحياتي، حتى أضحى من الصعوبة على كلينا عتاب بعضنا، وإن حدث تعرضنا لجروح مؤلمة، تشبه تلك الآلام التي تصاحب مرضى العضال.

إنها الطريقة الخاطئة في التعامل، تلك التي تجعل من أحدنا يبدو منتصراً منتشياً أمام الآخر، إلى أن يتسبب له بالأذى.

وعندها سيلازمك شعور مزعج وحاد كسكين جزار.

مزعج إلى حد الوهن، ومالح كمحيط دمع، وموجع كالسقوط مكتف من على تلٍ مرتفع.

مجرد الإحساس أنك لست سوى دمية مؤذية في نظر من تسعى لإظهار أحسن ما لديك أمامهم هالك، هالك إلى وهنٍ ليس يملك فرصة للنجاة أمام بعوضة.

الخيبات تكررت والتضحية رُدمت في مكبٍ آسن.

 

الهاشتاج
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI