21 نوفمبر 2024
29 مايو 2023

 

الأمانة والصدق والصراحة، ضرورية.

 

الأمانة والصدق والصراحة، حتى ولو تكبدنا معهن شيئ من العناء واللوم في الأيام العادية، ضرورية.

 

وفي الحرب، تصبح الأمانة والصدق ضرورية أكثر بل إجبارية وتخدم المصلحة العليا للناس والوطن والمستقبل.

 

اليمن- شمالا وجنوبا وشرقا وغربا- الآن في حالة حرب مع الآتي:


1-العنصرية الحوثية

2-الانفصال

3-تهديد سلامة الجزر والأراضي

4-الجوع والفقر والتشريد

5-سيطرة إيران

إذا اختصرنا هذه العوامل الخمسة، سنستطيع أن نكتفي بالقول بأن الحرب هي بين الأغلبية الصامتة وبين العنصرية الحوثية.

 

الأغلبية الصامتة، هم نساء وأطفال ورجال اليمن العاديين، وهم "اليمنيون" في هذه المقالة.

 

ويبدو أن الزمن، سيكون هو العامل الحاسم في تحديد المنتصر في المعركة الجارية بين الحوثيين واليمنيين.

 

أولا: الچنرال الزمن

 

تابع وتذكر وقارن بين هذا اليوم بالتحديد والتسع السنين الماضية.

 

"تابع" إعلام شقيقتنا وحليفتنا المملكة السعودية هذين اليومين، ستجد:

 

١- إغفال تام لممارسات الحوثيين داخل صنعاء وكل اليمن.

 

بالرغم من أن ممارسات الحوثيين السيئة مازالت كما هي.

 

بالرغم من أن ممارسات العنصرية وفرض الخُمُسْ وتوزيعه على الهاشميين، ولطش ودائع المواطنين في البنوك، والاستيلاء على أراضي الأوقاف والدولة، وعلى نشاط الصيارفة، وعلى البيزنس، وعلى أعمال كبار التجار وصرف مساعدات المانحين لأتباعهم فقط، وكل الممارسات السيئة الأخرى تتزايد كل يوم.

 

1-استفاضة في التهليل لزيارة سلطان عُمان هيثم بن طارق لإيران.

 

ويبشرنا الإعلام السعودي بأنه مادامت هذه الزيارة قد أتت بعد زيارة السلطان لمصر، فإنه ولابد وأنه يقوم بالنشاط المفضل لسلطنة عمان وهو خدمة إيران بالوساطة بينها وبين كل المقاطعين لها ليتغافلوا وينسوا ويعودوا.

 

وهناك من يقول بأن السلطان العماني قد يطلب من الرئيس الإيراني تهدئة المرشد الأعلى الحوثي في اليمن.

 

ويمجد الإعلام السعودي لهذا الزمن ولهذه الأيام التي أصبح إسمها "زمن المصالحات".

 

َتذَكَّر

تذكر تغير الإعلام السعودي الشقيق عبر الزمن.


 تذكر تعامل الإعلام مع الانقلاب والتمرد الحوثي وممارساته  في النهب والقمع والخطف والتفجير والتشريد في اليمن طوال التسعة السنوات الماضية.

 

و "تذكر" إغفال الإعلام السعودي لسلطنة عمان وما كان يقوله الناشطون في الوسائط الاجتماعية عن السلطنة.

قارن بين التغيير في كل هذا خلال هذا الزمن.


هذا، هو مفعول وفعل: الچنرال الزمن.

 

ثانيا: الزمن والثقة

 

في اللغة العربية نحن نستعمل كلمة الثقة لإثنين من المعاني المختلفة:

 

الثقة، بمعنى الثقة بالنفس والقدرة على إنجاز المهمة.

 

الثقة، بمعنى أنك تثق بالآخر وبأنه لن يفرك بك ولن يتركك في منتصف الطريق ولن يخدعك.

 

الحوثيون والثقة

 

الحوثيون- بسبب تجارب التسع السنين- واثقون من أنفسهم قدرتهم المطلقة على التغلب على اليمنيين.

 

ويثق الحوثيون بأن حليفتهم إيران لن تفرك بهم ولن تتركهم في منتصف الطريق.

 

اليمنيون والثقة

 

اليمنيون، متأكدون أنهم يمكنهم هزيمة الحوثيين ولكن ثقتهم بانفسهم قد اهتزت بفعل انكسارات وتناحر التسعة السنين وبفعل انكسارات التحالف التي تزامنت مع انكساراتهم.

 

واليمنيون، غير واثقون بما سيفعله بهم حلفائهم هذا اليوم أو غدا أو بعد الغد.

 

ثالثا: الزمن وعدن

 

تسعة سنوات حرب أهلية بدون مركز ولا عاصمة.

 

تسع سنين، ولم تستطع رئاسة اليمن ولا المجلس الرئاسي القيادي اليمني ولا الإمارات ولا السعودية من تأمين العاصمة المؤقتة عدن لرئيس الجمهورية ولا للحكومة ولا لجذب اليمنيين ولا لحشد اليمنيين.

 

هذا أحد أسباب اليقين الكبرى عند الحوثيين بأنهم سينتصرون على اليمنيين ومن يحالفهم وأن كل ما عليهم هو انتظار فعل الزمن ليتم إنجاز مهمته.

 

رابعا: الزمن والعزيمة

 

الحوثيون، يشاهدون مفعول وتأثير الزمن على عزيمة وصبر وإصرار وتحمل وعرازة وجَلَد السعودية حليفة اليمنيين، ويرون أن الزمن يمر وينخر عزيمتها يوما بعد يوم كما تنخر "السوسة" أو "الصمامة" أو "الوَقَزَة" في كيس الطعام المليئ بالقمح.

 

والسعودية، قد صدمتها أمريكا عندما تخلت عن حمايتها من إيران.

 

وإيران مصممة على حماية الحوثيين.


والسعودية، لا تستطيع مواجهة إيران عسكريا.

 

فاشتغل الزمن وقام بتعجيل مفعوله القاسي الذي أوصلهم إلى إتفاق مصالحة بين إيران والسعودية في الصين.

 

وهكذا، رفعوا شعار  "تصفير المشاكل" الذي يعني ضمنا و "فعليا" تخلي السعودية عن اليمن.

 

بينما في الجانب الإيراني، فإن الذي نحن متأكدون منه "فعلا"، هو استمرار دعم إيران للحوثيين واستغفال السعودية ب "التقية" و "الابتسامة الدبلوماسية" و "المرونة البطولية".

 

وسيصبر الإيرانيون والحوثيون حتى ينجز الچنرال الزمن أعماله في كسر السعوديين واليمنيين.

 

ويرى الحوثي،  انعكاسات وتأثير فعل  نخر "السوس" في عزيمة السعودية على أصدقائها اليمنيين، ويطمئن على إنجازات الچنرال الزمن.

 

والعزيمة الذاتية للحوثيين، تعتبر أن سيطرتها وهيمنتها على اليمنيين مسألة حياة أو موت.

 

ولن تتزعزع العزيمة الحوثية إلا بهزيمة واضحة كاملة مطلقة على يد اليمنيين الذين يتعرضون هذه السنين للطمات الچنرال الزمن من داخلهم ومن خارجهم.

 

خامسا: الزمن وأمريكا

 

بدون أمريكا، لم يكن من الممكن عقد مؤتمر الحوار الوطني ولا الحصول على مخرجات الحوار ولا الدستور اليمني.

 

ومرت الأيام ودار الزمن، ولم تعد أمريكا تتحدث عن المرجعيات ولا مخرجات الحوار الوطني ولا عن الدستور.

 

أمريكا، ليست جمعية خيرية ولن تعمل شيئا لصالح اليمنيين بدون تحقيق مصالح معينة.

 

ومصالح أمريكا في السعودية مضمونة ولن تتأثر ولن يطرأ ما يستدعي الخصام.

 

وحتى تقارب السعودية مع الصين وروسيا، لن يصل إلى حد الإضرار بأمريكا.

 

كانت هناك أوقات في الماضي، حصل فيه اليمنيون على مواقف أمريكية لصالح اليمنيين وحتى في مواجهة السعودية (عند إعلان الجمهورية أيام كينيدي في ١٩٦٢ وعند النزاع الحدودي أيام جورج بوش الأب وفي حرب ١٩٩٤ أيام كلينتون) ولكن تلك أيام قد ولت والزمن يتقلب ويتحرك.

 

أمريكا في اليمن، قد قلبت مع الزمن وكل ما يهمها الآن هو: "تجميد الحرب".

 

توقيت "تجميد الحرب" في هذا الوقت وهذا الزمن، رديئ وليس في صالح اليمن ولن يؤثر حتى على على الاقتصاد ولا على حياة الناس المعيشية.


 
عندما تتجمد الحرب في اليمن في هذا الوقت وهذا الزمن في ظل السيطرة الحوثية الإيرانية، فإنه في صالح الحوثي وإيران 100%.

 

والمفارقة، هي أن أمريكا ترفض الاقتراح الصيني (الشبيه بشغلها الدبلوماسي في حرب اليمن) بشأن تجميد الحرب في أوكرانيا، لأنه رديئ ولأنه في هذا التوقيت وهذا الزمن  يحافظ على سيطرة روسيا في الدونباس وشبه جزيرة القرم.

 

سادسا: رسالة للسعودية: أول الدهر بكرة

 

1-لنبدأ زماننا

 

"أول الدهر بكرة".

 

هذا ما نقوله في اليمن عندما ننتهي من خوض تجربة سيئة.

 

إذا كان الزمن قد حكم عليكم في هذا اليوم بأن هذا يوم سيئ مع إيران في اليمن، فهذا ليس نهاية الأيام وليس نهاية الزمن.

 

قابلوا الرطانات الإيرانية برطانات سعودية، ولا مانع من رطانات من عينة هذا زمن "المصالحات" وهذا زمن "تصفير المشاكل" (التي هي في الحقيقة تثير غيظنا).

 

قابلوا رطانات "التقية" و "الابتسامة الدبلوماسية" و "المرونة البطولية" الشيعية برطانات عربية سعودية مبتكرة.

 

2-نعرف ما نقوله عن بعضنا

 

أنا أعرف كل ما يقوله اليمنيون، عنكم، وأعرف كل ما تقولوه أنتم السعوديون، عنا.

 

هل يمكن أن نترك ما نقوله وما تقولونه جانبا، ونبدأ من جديد؟

 

ونبني زماننا الجديد.

 

ونؤكد أن "أول الدهر بكرة".

 

لا تتخلوا عن اليمنيين واستمروا بدعمهم في الخفاء وفي العلن من أجل أمننا وأمنكم وأمن العرب.

 

انظروا كيف ينتظر الرئيس الروسي بوتين مفعول الزمن.

 

انظروا كيف لا تتخلى أوروبا وأمريكا عن الأوكرانيين وعن أمن أوروبا.

 

اليمنيون، أيضا "أولو قوة وأولو بأس شديد" مثل الأوكرانيين وأكثر ولكن لم يجدوا من "ينظر ماذا يأمر" ولم يجدوا القيادة والحليف.

 

اليمنيون، يمكنهم تحدي تقلبات الزمن والچنرال الزمن.

 

3-نحتاج عاصمة

لن يستطيع أي رئيس يمني أن يخدم بلاده وهو يشعر بأنه مطرود من عاصمته، وبفعل أحد نواب الرئيس وبتمويل وتسليح دول التحالف.


ولن يشعر أي يمني بأي أمل وهو يرى ما يفعلون برئيسهم.

 

بدون وجود الرئيس وبدون شعور اليمنيين بالأمل سينشط الچنرال الزمن في نخر العظام وخدمة الحوثي.

 

يجب استعادة الأمل.

 

وأول خطوة، هي تأمين العاصمة عدن.

 

وأول خطوة لبناء الزمن الخاص بنا- نحن اليمنيون والسعوديون-وإعادة تأهيل الچنرال الزمن لنعمل معه ويعمل معنا، هي تأمين عدن لحكم اليمنيين ولجذب اليمنيين ولحشد اليمنيين.

 

عدن، يمكن أن تكون بشارة أن "أول الدهر بكرة".

 

(من صفحة الكاتب في فيس بوك)

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI