بعد أيام على دعوة الصين الحوثيين إلى "التخلي عن الخيار العسكري" في اليمن، هددت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا جماعة الحوثيين بـ "العزل التام" من قبل المجتمع الدولي في حال أي عودة للصراع.
ودعاء سفراء الدول الثلاث لدى اليمن، في بيان، اليوم (الثلاثاء)، الحوثيين إلى "الكف فوراً عن أي أعمال من شأنها أن تلحق مزيداً من الضرر باقتصاد اليمن"، مشددين على "أهمية التواصل مع الأمم المتحدة"، ومؤكدين أن "الوقت الآن قد حان لبدء محادثات نحو عملية سياسية".
وكان رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي طالب المجتمع الدولي قبل يومين بالخروج من دائرة الأقوال إلى دائرة الأفعال للعمل على إنهاء الأزمة في بلاده والضغط على الحوثيين لإحلال السلام.
وفي حين رحب السفراء الثلاثة بـ "استمرار الالتزام الواسع من قبل جميع الأطراف بالظروف الشبيهة بالهدنة في اليمن خلال العام الماضي"، طالبوا الحوثيين بـ"إعطاء الأولوية للشعب اليمني والانخراط بشكل بناء مع جميع الأطراف في الجهود المبذولة لتحقيق السلام".
ولفت السفراء إلى أن "ظروف التهدئة في اليمن سمحت بتحقيق تقدم مهم في عدد من القضايا الرئيسية، حيث إن تسهيل نقل البضائع عبر ميناء الحديدة كان خطوة مهمة لزيادة نسبة حصول المواطنين اليمنيين على الموارد الرئيسية التي هم في أمس الحاجة إليها".
كما رحبوا بالإعلان عن رحلات جوية دولية جديدة من مطار صنعاء، مما يزيد من حركة المواطنين اليمنيين، وشمل ذلك لأول مرة منذ 7 سنوات رحلات جوية مباشرة من صنعاء إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج هذا العام.
وفي ظل التطورات الإيجابية، عبر السفراء عن "خيبة أملهم بعد رؤية الحوثيين يفاقمون الأزمات الإنسانية والاقتصادية الرهيبة في اليمن من خلال الاستمرار في منع صادرات النفط اليمنية، إلى جانب التصعيد الاقتصادي الأخير المتمثل في منع ناقلات غاز الطهي في مأرب من دخول المناطق الخاضعة لسيطرتها".
وأضافوا: "من الأهمية أن يكون اليمن قادراً على بناء اقتصاد أقوى، وتقديم الخدمات العامة الأساسية وسبل العيش لجميع اليمنيين، وتمكين عمل القطاع الخاص دون تدخل أو ترهيب. يدعو سفراء الدول الثلاث الحوثيين إلى الكف فوراً عن أي أعمال من شأنها أن تلحق المزيد من الضرر باقتصاد اليمن، والتواصل مع الأمم المتحدة".
وأكد سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أنهم على دراية بـ "تقديم حل للحوثيين بشأن القضية المعقدة والمهمة المتعلقة بالرواتب العامة، ونشجع قيادة الحوثيين على العمل بشكل بناء في هذه القضية لضمان حصول الشعب اليمني في الشمال والجنوب على رواتبهم وتحسين سبل عيشهم".
وشدد السفراء على أن "الدول الثلاث واضحة في عدم وجود حل عسكري للصراع في اليمن، وقد حان الوقت الآن لبدء محادثات نحو عملية سياسية"، مشيرين إلى أن "المجتمع الدولي يلتزم بدعم تقدم عملية سلام مستدامة بقيادة الأمم المتحدة في اليمن، وندعو الحوثيين إلى التخلي نهائياً عن أي خيار عسكري. وأي عودة إلى الصراع ستؤدي إلى عزلهم التام من قبل المجتمع الدولي".
وأشار السفراء إلى أن "شعب اليمن يستحق السلام. هذا العام يحتاج أكثر من 21 مليون يمني من الفئات الأشد ضعفاً إلى المساعدة الإنسانية ودعم الحماية، ويدعو سفراء الدول الثلاث جميع الأطراف إلى السماح بالوصول غير المقيد ودون عوائق للمساعدات إلى المحتاجين".
وأضاف البيان الثلاثي: "يجب رفع القيود المفروضة على حركة النساء، ولا سيما (العاملين) في المجال الإنساني والتنمية، في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وندعو جميع الأطراف إلى الكف عن العرقلة المستمرة للمساعدات، والتي لا تؤدي إلا إلى تفاقم المعاناة غير الضرورية لليمنيين الأكثر ضعفاً".
كما أكد سفراء الدول الثلاث مرة أخرى التزامهم بحل سياسي شامل للصراع في اليمن، معربين عن دعمهم الكامل للمبعوث الخاص للأمم المتحدة، والحكومة اليمنية، ودعم الجهود الرامية إلى إجراء محادثات يمنية - يمنية برعاية الأمم المتحدة ووقف شامل لإطلاق النار.
(صحيفة الشرق الأوسط)