7 يوليو 2024
14 أكتوبر 2023
يمن فريدم-توفيق الشنواح

 

أعلنت السعودية أنها تسابق الزمن لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام التي نشرتها ميليشيات الحوثي على امتداد أكثر من 50 مليون متر مربع في مختلف المناطق، وتسببت في مقتل وبتر أطراف آلاف المدنيين.

 

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها المستشار في وزارة الخارجية السعودية ماجد أبا العلا أمام لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول البند (46) الخاص بالأعمال المتعلقة بالألغام في مقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس الخميس، وأوضح خلالها أن مشروع "مسام" لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام يخوض منذ اليوم الأول لبدء أعماله في اليمن سباقاً مع الزمن.

 

و"مسام" هو اسم مختصر لمشروع إنساني يعنى بتطهير الأراضي اليمنية من حقول الألغام والذخائر غير المتفجرة التي زرعتها ميليشيات الحوثي منذ ما قبل انقلابها عام 2014، أطلقه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في يونيو (حزيران) 2018 بالتنسيق والشراكة مع البرنامج الوطني اليمني لنزع الألغام (يمك)، حرصاً على منع انتشارها وتحولها إلى فاجعة غير مسبوقة في العالم.

 

أرقام مروعة لمشاريع التفجير

 

وعلى رغم الهدنة التي شهدها اليمن وتراجع حدة المواجهات على جبهات القتال منذ أكثر من عام، إلا أن الألغام المتعددة التي زرعتها الميليشيات تواصل حصد أرواح الناس والمواشي في المراعي والمزارع والطرقات وحتى عند عودتهم لديارهم، وفي إحصاء مروع يكشف هول كارثة الحرب التي حولت الأراضي الشاسعة إلى حقول مفخخة تترصد البشر والمواشي وحتى الأحياء البحرية في أعماق البحار، أكد أبا العلا أنه "على رغم التحديات التي واجهها مشروع ’مسام‘ إلا أنه تمكن من نزع حوالى 417 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، في حين أن إجمال المساحة المطهرة يفوق 50 مليون متر مربع".

 

كما تمكن المشروع خلال سبتمبر (أيلول) الماضي من نزع 2946 ذخيرة غير منفجرة، و373 لغماً مضاداً للدبابات، في حين بلغ إجمال المساحة المطهرة خلال الشهر نفسه حوالي 816.077 متراً مربعاً من الأراضي اليمنية، ليصل إجمال ما نُزع منذ انطلاق عمل "مسام" بنهاية يونيو 2018 وحتى اليوم إلى حوالي 417 ألف لغم وذخيرة غير منفجرة وعبوة ناسفة، في حين أن إجمال المساحة المطهرة يفوق 50 مليون متر مربع.

 

حول المساجد والمدارس

 

وفي سابقة خطرة تتهدد ملايين المدنيين وفي مقدمهم الأطفال، أشار المسؤول السعودي إلى جملة التحديات والأخطار التي تواجه فرق المشروع في مختلف المحافظات والمديريات اليمنية على مدار الساعة "وفي مقدمها غياب الخرائط (مواقع الحقول المفخخة) واستمرار زرع الألغام بطريقة عشوائية حول دور العبادة والمدارس والطرق ومداخل القرى والمزارع ومناطق الرعي".

 

ومن منطلق إنساني وقانوني إزاء ذلك، أكد أن "الرياض ترى أهمية الإدراج الصريح للإشارات إلى الإجراءات المتعلقة بالألغام في اتفاقات وقف إطلاق النار والسلام، وفي تدابير حالات ما بعد الصراع بين الأطراف المعنية، والإشارة إلى أهمية إدراج الإجراءات المتعلقة بالألغام في المناقشات التي تقودها الدول الأعضاء حول خطة سلام جديدة".

 

ومع تأرجح المواجهات العسكرية كان من الصعب معرفة المناطق التي زُرعت بالألغام أو عدد الألغام المزروعة، لكن خبراء يرون أن عدد الألغام التي زرعها الحوثيين أكثر من الأرقام الصادرة عن الجهات الحكومية والمعنية والمتخصصة في نزع الألغام التي قدرت عددها بأكثر من مليوني لغم وعبوة متفجرة.

 

وما يزيد الأمر صعوبة هو تعنت الحوثيين في تسليم الخرائط الخاصة بزراعتها، وهو ما طالبت به "مسام" والأمم المتحدة للمساعدة في عملية نزعها، إضافة إلى ما يترتب على ذلك من عدم وجود لوحات إرشادية لتحذير المارة من تلك الأماكن التي تحوي أرضها ألغاماً.

 

في مقدم البذل

 

ولم تقتصر مأساة الألغام في اليمن على المدنيين بل تعدتها إلى فرق الإنقاذ المحلية والأجنبية، فقد أوضح أبا العلا أنه "خلال هذه المهمة الإنسانية فقد 33 شهيداً من طاقم الفريق، بينهم خمسة خبراء أجانب، إذ قدم هؤلاء الأبطال أرواحهم في سبيل إنقاذ الشعب اليمني من فخاخ الموت".

 

وإضافة إلى مهمات نزع فتيل متفجرات الموت تقدم السعودية عبر "مسام" مساعدات طبية للضحايا من خلال إجراء جراحات تجميلية تشمل تركيباً للأطراف الصناعية مع إعادة التأهيل الطبي.

 

وفي هذا الشأن قال المسؤول السعودي إن "مراكز الأطراف الاصطناعية المنشأة في مأرب وعدن بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تشكل أملاً للذين فقدوا أطرافهم، وبخاصة النساء والأطفال الذين يمثلون معظم الضحايا، فقد قامت هذه المراكز بتوفير العلاج والتأهيل اللازم لآلاف المصابين، علاوة على تكفل المركز بتسديد كلف علاج عدد من الحالات في المراكز الطبية العامة والخاصة باليمن وداخل السعودية".

 

وتُعد اللجنة الرابعة المعنية بالمسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار إحدى اللجان الرئيسة الست التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وتختص بالنظر في قضايا إنهاء الاستعمار وآثار الإشعاع النووي والقضايا المتصلة بالإعلام، مع استعراض شامل لعمليات حفظ السلام فضلاً عن استعراض البعثات السياسية الخاصة ووكالة "أونروا" وتقرير اللجنة الخاصة بالممارسات الإسرائيلية التي تؤثر في حقوق الفلسطينيين وغيرهم من العرب في الأراضي المحتلة، والتعاون الدولي في الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي.

 

(اندبندنت عربية)

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI