ارتفعت أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة على غير المتوقع في نوفمبر تشرين الثاني/ الماضي وزاد التضخم الأساسي، مما يقدم مزيداً من الأدلة على أنه من غير المرجح أن يلجأ مجلس الاحتياط الفيدرالي "المركزي الأميركي" لخفض أسعار الفائدة في أوائل العام المقبل.
 

وقال مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل إن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1%الشهر الماضي بعد أن ظل من دون تغيير في أكتوبر/ تشرين الأول، وفي فترة 12 شهراً حتى نوفمبر 2023 ارتفع المؤشر 3.1% بعدما زاد 3.2% في أكتوبر الماضي.
 

وتوقع اقتصاديون استطلعت وكالة "رويترز" آراءهم بقاء المؤشر من دون تغيير خلال نوفمبر الماضي، وأن يرتفع 3.1% على أساس سنوي.
 

وتباطأت الزيادة السنوية في أسعار المستهلكين من ذروتها البالغة 9.1% في يونيو / حزيران 2022. ولا يزال التضخم أعلى من الهدف الذي حدده "الفيدرالي" عند 2%.
 

وجاء التقرير في أعقاب صدور بيانات يوم الجمعة الماضي وأظهرت نمواً في الوظائف في نوفمبر الماضي وانخفاضاً في معدل البطالة إلى 3.7% مقارنة مع أعلى مستوى في عامين تقريباً عند 3.9% في أكتوبر الماضي.
 

في غضون ذلك ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم الثلاثاء مع شعور المستثمرين بالارتياح من بيانات نمو الأجور في المملكة المتحدة التي جاءت أضعف من المتوقع ، وزاد مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.1%، متجهاً إلى تسجيل مكاسب لليوم الثالث على التوالي.
 

في تلك الأثناء تباطأ نمو الأجور في بريطانيا بأكثر من المتوقع خلال الأشهر الثلاثة حتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مما دعم ارتفاعاً 0.4% للمؤشر الرئيس في بريطانيا، في الوقت نفسه سيبدأ اليوم "الفيدرالي" اجتماعاً حول السياسة يستمر على مدار يومين.
 

إلى ذلك تصدر المؤشر الفرعي لقطاع الاتصالات التراجعات متأثراً بانخفاض سهم "نوكيا" 2.1% بعدما عدلت الشركة الفنلندية لتصنيع معدات الاتصالات هدف هامش التشغيل المقابل لعام 2026 بالتخفيض.
 

المؤشر الياباني يقلص مكاسبه
 

في شرق آسيا سجل مؤشر "نيكاي" الياباني مكاسب متواضعة، وسط تلاشي التوقعات بتحرك وشيك من جانب بنك اليابان في اجتماع السياسة المقرر الأسبوع المقبل.
 

وأنهى "نيكاي" تداولات اليوم مرتفعاً 0.16% عند 32843.70 نقطة، ليسجل مكاسب لليوم الثاني على التوالي، وقفز المؤشر 1.16%عند الفتح لكنه قلص المكاسب بصورة مطردة مع ارتفاع الين.
 

ويضر ارتفاع الين بتوقعات الأرباح لعديد من أسهم الشركات المدرجة على المؤشر وتصدر منتجاتها.
 

أما مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً فخسر 0.23% خلال اليوم، متأثراً بارتفاع أسهم شركات التمويل وسط مخاوف في شأن استمرار أسعار الفائدة المنخفضة لفترة طويلة.
 

ونقل تقرير لـ"بلومبرغ نيوز" عن مصادر أن مسؤولي بنك اليابان لا يرون ضرورة ملحة للخروج من أسعار الفائدة السلبية هذا الشهر وسط غياب مؤشرات كافية على نمو في الأجور يبرر تضخماً مستداماً.
 

ودعمت أسهم شركات الرقائق ذات الوزن الثقيل بقاء المؤشر الياباني في المنطقة الموجبة، على رغم انخفاض 137 من مكوناته البالغ عددها 225 سهماً في مقابل ارتفاع 86 سهماً واستقرار سهمين.
 

وحصلت أسهم التقنيات الفائقة على دعم من الأداء القوي لنظيراتها الأميركية خلال الليل، مما دفع قطاع التكنولوجيا لقمة "نيكاي".
 

وكان مؤشر شركة "طوكيو إلكترون" العملاقة لمعدات تصنيع الرقائق الداعم الأكبر لـ"نيكاي"، إذ أضاف وحده 34 نقطة بعد ارتفاعه 1.48%، وكان سهم "رينيساس إلكترونيكس" الرابح الأكبر بالنسبة المئوية على المؤشر بقفزة 4.37%.
 

الدولار يتراجع
 

في أسواق العملات تراجع الدولار فيما استقر الين في تداول اليوم في آسيا في وقت يترقب فيه المتعاملون اجتماعات البنوك المركزية.
 

وتراجع الدولار 0.5% إلى 145.46 ين، وتشهد العملتان تقلبات منذ أيام، إذ ارتفع الين متأثراً بتصريحات من البنك المركزي الياباني اعتبرها مراقبون تميل للتشديد قبل أن ينخفض مجدداً بسبب تقارير قللت من شأن توقعات حول تغيير وشيك في السياسة النقدية.
 

وقال المتخصص في الشأن الاقتصادي في "إيه إن زد" توم كيني، "تردد حديث عن توجه بنك اليابان لرفع أسعار الفائدة وهناك توقعات بأن يحدث ذلك بحلول الأسبوع المقبل".
 

ودعمت أسعار الحديد الخام المرتفعة وانتعاش أسهم العقارات الصينية الدولارين الأسترالي والنيوزيلندي، فيما لم يطرأ تغير يذكر على أسعار العملات الأخرى وارتفع الدولار النيوزيلندي 0.5% إلى 0.6154%.
 

وبلغ سعر اليورو 1.0765 الدولار والجنيه الاسترليني 1.2577 دولار.
 

في غضون ذلك يجتمع البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا وبنك النرويج والبنك الوطني السويسري هذا الأسبوع ومن المتوقع أن تكون النرويج الوحيدة التي سترفع الفائدة.