يتجه سوق الأسهم اليابانية لينهي 2023 وهو أفضل الأسواق أداءً في آسيا، إذ قفز المؤشر نيكي 28% مسجلاً أعلى مستوى منذ عام 1989.

وكان المؤشر نيكي الياباني قفز لأعلى مستوى على الإطلاق بنهاية 1989، على خلفية الفقاعة بسوق الأسهم والعقارات، والتي حينما انفجرت انزلقت البلاد في فترة من تباطؤ النمو الاقتصادي.

لماذا ارتفعت الأسهم اليابانية في 2023؟

لكن الأوضاع الآن تختلف عن ما كانت عليه قبل أكثر من 30 عاماً، إذ شهدت طوكيو تغييرات هيكلية في 2023، إذ حققت الشركات نتائج أفضل، بدعم جزئي من ضعف الين، والذي جعل المنتجات أكثر تنافسية.

كما أن الشركات أصبحت تنفق بصورة أكبر، وسط تقارير توقعت أن يقفز الاستثمار الرأسمالي من قبل الشركات اليابانية لأعلى مستوى على الإطلاق عند 31.6 تريليون ين (221.03 مليار دولار) في العام المالي 2023.

كما لعبت الاستثمارات الأجنبية أيضاً دوراً في تعزيز أداء المؤشر نيكي، مدعوماً بالتوقعات الإيجابية للملياردير وارن بافت بشأن الأسهم اليابانية.

ووجد المستثمرون الأجانب فرصاً في اليابان بدعم من ضعف الين، والإمكانات الصعودية المرتفعة بالنسبة للأسهم.

وقال رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي لدى بنك Pictet دونغ شين في وقت سابق من العام الجاري إن الشركات العالمية نوعت سلاسل الإمدادات بعيداً عن الصين، وأن ذلك من الممكن أن يفيد اليابان، بشكل خاص في القطاعات الأكثر كثافة من الناحية التكنولوجية مثل أشباه الموصلات.

وأضاف: كل هذه الأشياء تشير إلى الاتجاه الصحيح .. نعتقد أن هناك أسباباً تجعلنا أكثر إيجابية بشأن اليابان من ذي قبل.

ماذا ينتظر الأسهم اليابانية بالعام الجديد؟

يتوقع مدير الأبحاث لدى Phillip Securities Research بيغي ماك أن يتفوق الين من حيث الأداء في 2024، بعدما تراجعت العملة اليابانية لأقل مستوى أمام الدولار منذ عام 1990 في أكتوبر تشرين الأول، بجانب انخفاضها 7.8% منذ بداية العام الجاري.

لكن ماك أشار في مقابلة مع CNBC إلى أن العملة اليابانية قد ترتفع أمام الدولار بمجرد أن تبدأ معدلات الفائدة تتراجع عالمياً، ووسط السياحة الوافدة وزيادة الأجور الحقيقية ومعدلات الادخار المرتفعة التي تدعم العملة.

كما يرى رئيس الاستثمارات النشطة في اليابان لدى Blackrock Investments يوي بامبا أن الين مقوم بأقل من قيمته، وأن لديه المساحة لأن يتعزز على مدار العام المقبل أو نحو ذلك.

كما من المتوقع أن يتحول المركزي الياباني عن سياسته النقدية بالغة التيسير وأن يخفف من تدابير التحكم في منحنى العائد على السندات.

وسجل معدل التضخم في اليابان مستويات أعلى من مستهدف بنك اليابان على مدار 19 شهراً على التوالي، كما أن التضخم الأساسي الذي يستبعد الأطعمة الطازجة والطاقة سجل 4% في أكتوبر تشرين الأول، إذ ظل أعلى المستهدف البالغ 2% خلال فترة 13 شهراً على التوالي.

وقال كبير استراتيجي السوق لدى Lazard Asset Management رونالد تبميل في تقريره للتوقعات عن 2024، إن الأجور الحقيقية في اليابان في ازدياد، وسوق العمل ضيق، وأنه بالنظر للسجل الانكماشي لدى اليابان فإن التضخم مرحب به، وحتى الآن يبدو صحياً.