7 يوليو 2024
9 يونيو 2024
يمن فريدم-خاص-مختار شداد

 

لم يكن يتوقع "مجدي الشرعبي" أن يخرج من سوق المواشي في منطقة الضباب بدون أضحية للعيد هذا العام، فالمبلغ الذي كان بحوزته لم يكن كافيًا ولو على الحد الأدنى فارتفاع الأسعار بشكل كبير جعل "مجدي" يعزف عن شراء الأضحية للمرة الأولى في حياته كما يقول.

"مجدي الشرعبي" موظف في القطاع الحكومي بمدينة تعز، لم تسعفه ظروفه الاقتصادية في شراء أضحية العيد، فالمرتب الذي يتقاضيه أقل بكثير من قيمة رأس ماعز متوسط الحجم، ناهيك عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأخرى " هذه السنة بشتري لي حبتين دجاج يوم العيد، أفضل من شراء أضحية بمبلغ كبير ممكن اشتري فيه حاجات أخرى أهم".

منذ أعوام، يعزف المواطنين عن شراء أضاحي العيد بسبب الأوضاع الاقتصادية المتدنية في البلاد، وانخفاض القدرة الشرائية نتيجة لانعدام فرص الدخل وتدني قيمة العملة الوطنية والأزمات المتواصلة بسبب الحرب الدائرة في البلاد منذ سنوات، وما "مجدي الشرعبي" إلا واحدًا من آلاف المواطنين في عموم البلاد الذين تخلوا عن أداء شعائر العيد التي باتت تشكل عبئًا عليهم.

أسباب كثيرة

يؤكد التجار في سوق "الأحد" بمنطقة الضباب في تعز، أن الأسباب التي أدت إلى ارتفاع أسعار المواشي خلال العامين والأخيرين وهذا العام كثيرة، أهمها استيراد العديد من المواشي من خارج اليمن بالعملة الصعبة، وهذا ينعكس على ارتفاع أسعارها بصورة كبيرة.

تاجر المواشي "عبدالله الصبري" يقول في تصريحه لموقع "يمن فريدم" إن اقبال المواطنين على شراء الأضاحي هذا العام أقل بكثير من الأعوام السابقة، وهذا بسبب انهيار العملة في هذه الأيام "أصبح المواطن غير قادر على توفير الأكل والشرب لأهل بيته، فكيف عاد بايشتري أضحية قيمتها 150 ألف ريال مثلًا".

انعدام فرص الدخل

في السياق ذاته يقول الصحفي الاقتصادي "وفيق صالح"، إن ما نشهده من تراجع القيمة الشرائية للعملة وانعدام فرص الدخل وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين كلها عوامل أدت إلى ارتفاع أسعار المواشي " كما أن الكثير من الأسواق تستورد من الأسواق الخارجية وبسبب تدهور العملة تكون تكلفة الاستيراد مكلفة وهذا ينعكس على الأسعار في الأسواق المحلية"

يضيف "وفيق" في تصريحه لموقع "يمن فريدم" قوله: " لا يوجد جديد يذكر ارتفاع أسعار المواشي دائما مع قرب عيد الأضحى كل موسم والارتفاع الكبير يأتي بسبب تدني قيمة العملة الوطنية وتضاعف المشكلات الاقتصادية في عموم محافظات البلاد بما فيها مناطق الحوثيين التي تشهد تدهور معيشي على كافة المستويات، وهناك أزمة شديدة بالسيولة وركود حاد لعناصر الإنتاج في القطاع الخاص وفي كافة الأنشطة التجارية وانعدام فرص الدخل والمدخولات اليومية تكاد تكون منعدمة ولهذا يعجز المواطن عن شراء الأضحية"

إحصائيات 

في كتاب "الإحصاء الزراعي السنوي"، الصادر عن وزارة "الزراعة والري"، يشير إلى أن إجمالي الثروة الحيوانية في اليمن خلال العام 2018، من: أغنام، ماعز، أبقار، جمال، شهدت تراجعًا ملحوظًا مقارنة بالأعوام السابقة حيث بلغ 19,3 مليون، أما في العام 2014 فقد بلغت 21.2 مليون.

وبحسب الكتاب فإن إجمالي أعداد الضأن في اليمن بلغ 8.8 مليون رأس والماعز 8.6 مليون رأس والأبقار 1.5 مليون، والإبل 438 ألف رأس وذلك خلال العام 2018.

في سوق الضباب بتعز يتراوح سعر الخروف أو الماعز متوسط الحجم بين 120 ألف ريال إلى 170 ألف، وقد يصل في بعض الأحيان إلى 200 ألف ريال، ، إلا أن هذه الأسعار قد تتجاوز هذا المتوسط حسب أحجام وأنواع الماشية، أو مع اقتراب العيد وزيادة الطلب عليها.

أما في مناطق سيطرة الحوثيين فقد تجاوز سعر رأس الماعز الذي يتراوح وزنه بين 10 إلى 15 كيلوجرام، مايزيد عن 100 ألف ريال عملة قديم، مايعني ثلاث أضعاف من العملة في مناطق سيطرة الشرعية.

خلال سنوات الحرب التي عاشتها البلاد، بات العيد بمثابة كابوس يؤرق اليمني مع اقترابه، فالأزمات المعيشية المتلاحقة أجبرته عن التخلي على طقوس عيد الأضحى وشعائره التي كانت ملازمة له منذ الولادة، لكن الظروف الاقتصادية والإنسانية حولت العيد إلى هم آخر يعيشه اليمني كل عام.

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI