سوء التغذية، القاتل الصامت الذي يودي بحياة ملايين الأطفال حول العالم، غالبًا ما ينتج عن الفقر ونقص الوعي بالتغذية السليمة للأطفال.
يواجه اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يعاني 2.4 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك ما يقرب من 600.000 حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم. وقد فاقم من الأزمة ضعف الوصول إلى الطعام المغذي والمياه النظيفة والرعاية الصحية.
كجزء من جهود الاستجابة لمكافحة المخاطر المتزايدة، تقدم اليونيسف الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام، لضمان إيصالها إلى المجتمعات، خاصة في البلدان المتأثرة بالأزمات مثل اليمن. مركز دار الشرف الصحي في مديرية المشنة، محافظة إب، هو أحد المرافق التي تستفيد من توفير اليونيسف للأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام.
رحلة فرح نحو الصحة
أفراح قائد، 35 عامًا، تعيش على بعد نصف ساعة من المركز وتواجه العديد من التحديات. زوجها عاطل عن العمل ويعاني من إصابة في الحبل الشوكي، ولديه ضعف في السمع والنطق. فرح أحمد، إبنة أفراح، تبلغ من العمر سنتين وتسعة أشهر، وقد واجهت صعوبات صحية كبيرة.
تقول أفراح. "فرح هي طفلتي الوحيد بعد أن أجهضت ثلاث مرات. كانت مريضة منذ أن كانت في شهرها الأول وعانت من سوء التغذية وضعف الجهاز المناعي منذ أن كانت في شهرها السادس. لقد قدم لنا المركز دعمًا هائلًا".
منذ أن كانت فرح بعمر سنة ونصف، تحسنت صحتها بشكل كبير بفضل الرعاية المقدمة في مركز دار الشرف الصحي. كانت تعاني في البداية من سوء التغذية الحاد، لكن محيط منتصف أعلى الذراع ، وهو مقياس رئيسي لتقييم الحالة التغذوية، أصبح الآن ضمن النطاق الطبيعي، مما يشير إلى تقدم كبير في تعافيها.
الدعم من المركز الصحي
لعب الموظفون المتفانون في المركز الصحي دورًا حاسمًا في رحلة فرح. تتذكر سماح عبد الواسع، مديرة قسم التغذية: "كانت صحة فرح تتدهور، وكان وزنها غير متناسب مع طولها بسبب سوء التغذية. قدمنا لها العلاج والتغذية والرعاية والمتابعة، مما حسن من حالتها بشكل كبير".
عمل الفريق على ضمان أن تتلقى فرح الدعم الأساسي والفحوصات المنتظمة، مما يمكن عائلتها من الوصول إلى خدمات التغذية والصحة التي يحتاجونها. تحافظ سماح على الاتصال بعائلة فرح، لضمان استمرارهم في تلقي الموارد اللازمة لمنع أي تأخير في تقديم الرعاية.
تأثير المجتمع
قصة فرح ليست مجرد شهادة على تعافيها، بل تسلط الضوء أيضًا على التأثير الأوسع للمركز الصحي داخل المجتمع. يعمل المركز كمنارة أمل للعديد من العائلات التي تواجه تحديات مماثلة، حيث يقدم خدمات حيوية تشمل التطعيم، والاستشارات التغذوية، والتثقيف الصحي. هذه المبادرات تمكّن الآباء من المعرفة حول التغذية السليمة والممارسات الصحية، مما يعزز مستقبلًا أكثر صحة لأطفالهم.
علاوة على ذلك، يركز المركز الصحي على رعاية الأمهات، مما يضمن أن الأمهات لديهن الموارد والدعم اللازمين لتربية أطفال أصحاء. من خلال معالجة الأسباب الجذرية لسوء التغذية، يساهم المركز في كسر دائرة الفقر وسوء الصحة التي تواجهها العديد من العائلات.
الأمل والصمود
بينما كانت رحلة تعافي فرح قصة نجاح، يواجه المركز الصحي تحديات مستمرة. يمكن أن يعيق الوصول المحدود إلى الأدوية الأساسية والمعدات التشخيصية القدرة على تقديم الرعاية الكافية لجميع المرضى. ومع ذلك، يظل التزام الموظفين ثابتاً بتجاوز هذه التحديات وضمان حصول الأطفال والمرضى الآخرين على الدعم الذي يحتاجونه.
يلعب مركز دار الشرف الصحي دورًا حيويًا في مكافحة سوء التغذية وتقديم الخدمات الصحية الأساسية للأمهات والأطفال في محافظة إب. من خلال الجهود المخلصة للموظفين ودعم المنظمات مثل اليونيسف، هناك تأثير إيجابي على الكثير من الأرواح. تعافي فرح لايظهر فعالية الرعاية المقدمة فحسب، بل يؤكد أيضًا على الأمل والصمود اللذين يستمران في الازدهار في المجتمع.
هذه المبادرة تتلقى الدعم من الصندوق الإنساني لليمن. مع مساهمة تقارب 3 ملايين دولار أمريكي، يدعم الصندوق توفير الإمدادات الغذائية لعلاج سوء التغذية الحاد الوخيم للأطفال في إب، أبين، الجوف، تعز، ريمة، ولحج في اليمن.