26 يوليو 2025
23 يوليو 2025
يمن فريدم-علي قاسم


يواجه اليمن أزمة صحية حادة، حيث لم يحصل 242.000 طفل على جرعتهم الأولى من اللقاحات الروتينية،1 كما أودت الأمراض التي يمكن الوقاية منها بحياة 39.000 شخص خلال العام الماضي،2 وهذا يعادل وفاة طفل واحد كل 13.5 دقيقة.

وقد تفاقم هذا الوضع المتردي مع تفشي سلالة من فيروس شلل الأطفال من النوع الثاني، مما أدى إلى إصابة العديد من الأطفال بالشلل في جميع أنحاء البلاد.

واستجابة لذلك، نُفذت حملة جديدة للتلقيح ضد شلل الأطفال استهدفت أكثر من 1.4 مليون طفل دون سن الخامسة في 120 مديرية موزعة على 12 محافظة يمنية.

سباق لحماية الأطفال

بقيادة وزارة الصحة العامة والسكان، وبدعم من اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية والمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، مثّلت الحملة خطوة محورية لكبح انتقال الفيروس وتعزيز المناعة في المناطق عالية الخطورة.

فمنذ عام 2021، تم الإبلاغ عن 282 حالة إصابة مؤكدة بشلل الأطفال، ومع استمرار ظهور حالات جديدة، يُعد التحرك العاجل أمرًا بالغ الأهمية لإنقاذ الأرواح.

ولمواجهة هذا التحدي، تم نشر ما يقرب من 7.000 فريق تلقيح، بما فيها أكثر من 6.000 فريق متنقل يزور كل منزل، و800 فريق ثابت في المرافق الصحية. وعلى الرغم من الظروف المناخية القاسية، حرص هؤلاء الأبطال على عدم ترك أي طفل دون تلقيح.

جنود التوعية المجتمعية.. أبطال في الخطوط الأمامية

تحت شمس عدن الحارقة، يُعد العاملون في الخطوط الأمامية - مثل ميرفت عبد الله التي تعمل على توعية المجتمع - عنصرًا هامًا لنجاح الحملات.

وتقول ميرفت: "على الرغم من الحر الشديد، نواصل النزول إلى الميدان لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول اللقاحات"، وتضيف: "نمشي مسافات طويلة ونتسلق التلال، كل ذلك لحماية الأطفال من شلل الأطفال".

"على الرغم من الحر الشديد، نواصل النزول إلى الميدان لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول اللقاحات"، وتضيف: "نمشي مسافات طويلة ونتسلق التلال، كل ذلك لحماية الأطفال من شلل الأطفال".

ميرفت عبد الله - مُثّقِفة مجتمعية


تشاركها زميلتها، غفران سعيد، نفس الدافع، وتشرح قائلة: "هناك الكثير من الشائعات المنتشرة، مما يجعل عملنا أكثر صعوبة، ولكننا ملتزمون بتوعية الآباء بفوائد تلقيح أطفالهم ومخاطر رفضه".

برغم التحديات، تظل غفران متفائلة، وتقول: "بعد عملي في مجال التلقيح لمدة ست سنوات، رأيت تقدمًا حقيقيًا، فالكثير من الآباء الآن يتقبلون اللقاح بل ويرحبون به".

مشائخ الدين ينضمون إلى المهمة

في اليمن، يؤدي مشائخ الدين دورًا محوريًا في رفع الوعي المجتمعي. ففي مساجد اليمن، بات يرافق الأذان دعوة أخرى تحث العائلات على تلقيح أطفالها ضد شلل الأطفال أثناء الحملات.

يقول إمام جامع قباء الشيخ ميمون: "يأمرنا الله أن نتعاون على البر"، ويضيف: "ويحثنا نبينا على فعل ما ينفع الناس. فمن واجبنا الديني أن نجهر بالحديث عن مخاطر شلل الأطفال".

يستغل الشيخ ميمون كل مرة يصعد فيها على المنبر - سواءً للخطبة أو تجمع أو حتى مجموعات واتساب - لدحض الخرافات حول اللقاحات وتشجيع الآباء على حماية أطفالهم.

من الرفض إلى القبول

لقد رأت ميرفت بأم عينها كيف يمكن للوعي أن يؤدي إلى التحول. وتقول مبتسمة: "أشعر بالفخر في كل مرة أقنع فيها أحد الوالدين بقول 'نعم' للتلقيح بدلاً من 'لا'". أما بالنسبة لغفران، فهذه المهمة شخصية للغاية بالنسبة لها، حيث تشرح قائلة: "كأم، أشعر بمسؤولية أكبر. فأنا لا أحمي ابني فحسب، بل أحمي كل طفل في مجتمعنا".

تؤكد غفران أنه لم يكن أي من هذا ممكنًا بدون الدعم المستمر: "تؤدي وزارة الصحة العامة بدعم من اليونيسف دورًا حاسمًا في تعزيز الصحة العامة وحماية أطفالنا".

ويوافقها الشيخ ميمون مضيفًا: "إنه لمن دواعي سروري أن نشهد مثل هذا التغيير الإيجابي. فهذا يعني أن الناس أصبحوا أكثر مسؤولية تجاه صحة أطفالهم".

نحو يمن خالٍ من شلل الأطفال

في اليمن، تُبرز الجهود المشتركة لآلاف العاملين الصحيين وجنود توعية المجتمع ومشائخ الدين إيمانًا مشتركًا بأن لكل طفل الحق في حياة آمنة وصحية. فعملهم لا ينقذ الأرواح فحسب، بل يدفع البلاد خطوة أقرب نحو مستقبل خالٍ من شلل الأطفال.

وبفضل شركاء، المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، أصبح لدى أطفال اليمن الآن فرصة للنمو في مأمن من هذا المرض الفتاك.

ومع تزايد عدد العائلات التي تقول 'نعم' للقاحات، تقترب اليمن أكثر من مستقبل خالٍ من شلل الأطفال؛ طفلاً بطفل، وبابًا بباب، ومجتمعًا بمجتمع.

المصدر: منظمة اليونيسف

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI