اسدلنا الستار على العام 2022 بحُلوه ومُره تاركين خلفه العديد من القضايا التي أرقتنا كشعب على وجه العموم وكنساء على وجه الخصوص، وبالطبع ذلك لا يعني ان تلك القضايا انتهت مع انتهاء العام.
ولكننا نحاول وبقدر المستطاع ان نتجاوز ذلك ونبدأ من جديد في التجديف من على شاطئ العام 2023 بتفاؤل ونشاط أكثر من ذي قبل حاملين على ظهر سفينتنا توقعات تحفزنا على العمل من اجل تحقيق كل ما لم نستطيع ان تحقيقه في العام الماضي الذي لا ننكر جميعاً انه شهد العديد من محاولات الكسر المتعمد للمرأة من قبل من يحاولون التقليل منها والتعامل معها وكأنها مجرد مصنع لإنتاج الأطفال والاكتفاء بتربيتهم والقيام بواجبات المنزل متعللين بذلك بأنهم لا يريدون للمرأة سوى ان تعيش مُعززة مُكرمة تحت اسم الدين والعادات والتقاليد التي حولوها مع الأسف إلى مجرد سلاح لمواجهة المرأة.
بكل تأكيد نحن لم ننتهي بعد من مواجهة تلك الأفواه وتلك الأعمال التي تسيء للمرأة وتقلل منها كما هو الحال في الإجراءات الأخيرة التي اتخذت مُنذ سنوات والتي تركز دائما على المرأة منها منع سفرها او تنقلها داخل وطنها إلا بمحرم ووصل الحد إلى اختلاق مشاكل تحت اسم (منع الاختلاط) وكأن الثقة التي منحتها أسرتها لا تعني لهم شيئاً وكل ما يعنيهم هو كيفية إذلال المرأة وحرمانها من أبسط حقوقها التي كفلها لها الدستور والقانون.
في الوقت الذي يعلم الجميع أن المرأة اليوم تسافر من أجل العمل في أكثر من محافظة بعيدة عن أسرتها أو من أجل اكمال دراستها والبحث عن مستقبل مضمون لها، ولأسرتها وذلك بعد أن رأت بأن وطنها لا يستوعبها ولا يريد أن يصنع منها انسانا لها احترامها داخل المجتمع ولها أيضا نفس الحقوق التي يتمتع بها الرجل.
ولذلك يجب ألا تتوقف المرأة عن القتال من أجل انتزاع حقوقها التي يحاول البعض انتزاعها منها بعد سنوات النضال الطويلة من أجل الحصول عليها، وأتمنى أن تستمر كل امرأة في ذلك النضال وعليها أن توصد الأبواب في وجه كل من يحاول كسرها.
وليكن العام 2023 عاماً يحمل بين طياته العديد من الإنجازات المشرفة للمرأة اليمنية في كافة المجالات وتحديداً في المجال السياسي كون دورها بدأ يتلاشى في السنوات الأخيرة.
وعليها ايضاً أن تكون صورة مشرفة للمرأة اليمنية في الخارج وتعمل بكل جد من أجل إيصال صوت المرأة في الداخل، هذا الصوت الذي يحاول البعض جاهداً لإسكاته تحت عدة مسميات.
وليعلم الجميع أن المرأة هي جدار فولاذي لا يمكن كسره بيد أي طرف من الأطراف وعليهم أن يعوا ذلك أن المرأة كلما سقطت تنهض من جديد وتصنع مالم يستطيع أحداً صنعه رغم كل مرارات الحياة وبؤسها.
نعم نريد عام 2023 عام مميز للمرأة في الداخل والخارج.. عام مليء بالإنجازات التي تسكت كل الأفواه وترفع من شأن المرأة اليمنية، وتظهر للعالم صلابتها وقوتها التي لم تقهرها الحرب ولا الأطراف السياسية والدينية بل على العكس زادتها قوة وشجاعة في الوقوف أمام كل إنسان وانتزاع حقوقها.