قال رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، الأربعاء، إنه سيدرس تعليق الاتفاق العسكري المبرم بين الكوريتين في عام 2018 إذا انتهكت كوريا الشمالية المجال الجوي لبلاده مرة أخرى، بحسب ما أفادت وكالة "يونهاب للأنباء" نقلاً عن السكرتيرة الصحافية للرئيس.
وذكرت الوكالة أن يون أدلى بالتعليق بعدما تم اطلاعه على الإجراءات المضادة لطائرات كوريا الشمالية المسيرة التي عبرت إلى الجنوب الأسبوع الماضي، داعياً إلى بناء "قدرة رد ساحقة تتجاوز حدود التناسب".
وانتقد يون طريقة تعامل الجيش مع حادثة الطائرات المسيرة، وألقى باللوم جزئياً على اعتماد الإدارة السابقة على اتفاق 2018 الذي يحظر الأنشطة العدائية في المناطق الحدودية.
ودعا يون الجيش إلى الاستعداد للرد. وقالت "يونهاب" إن يون أمر وزير الدفاع بتدشين وحدة شاملة للطائرات المسيرة تقوم بمهام متعددة، بما يشمل المراقبة والاستطلاع والحرب الإلكترونية.
وأضافت الوكالة أنه وجه بإنشاء منظومة لإنتاج كميات كبيرة من الطائرات المسيرة الصغيرة التي يصعب اكتشافها خلال العام. وذلك نقلاً عن سكرتيرته الصحافية كيم أون هاي.
والعلاقات بين الكوريتين متوترة منذ عقود، لكنها ازدادت توتراً منذ أن تولى يون منصبه في مايو الماضي، متعهداً باتخاذ موقف أكثر صرامة ضد بيونج يانج.
وكان الجيش الكوري الجنوبي اعتذر لـ "فشله" في إسقاط المسيّرات الكورية الشمالية، بعدما واجه انتقادات واسعة بسبب عدم جهوزيته.
وجاء في بيان لهيئة الأركان المشتركة أوردته وكالة "فرانس برس": "في الأمس، غزت 5 مسيّرات تابعة للعدو المجال الجوي لكوريا الجنوبية ورصدها جيشنا وتعقبها، لكننا نعتذر لعدم تمكننا من إسقاطها".
وأقرت هيئة الأركان المشتركة بأنه رغم أن الجيش قادر على صد "المسيّرات الهجومية التي تشكّل تهديداً فعلياً"، إلا أن قدرته على رصد وضرب المسيّرات التجسسية الأصغر "محدودة"، مضيفة أنه "نتيجة ذلك، فإن افتقار الجيش للجهوزية تسبب بقلق بالغ لدى السكان".
يأتي ذلك بعدما، عبرت 5 مسيرات كورية شمالية الحدود إلى كوريا الجنوبية، نهاية ديسمبر المنصرم، ما دفع سول إلى إرسال طائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر هجومية ومحاولة إسقاطها، في أول اختراق من نوعه منذ عام 2017.
وإثر ذلك، أطلق الجيش طلقات تحذيرية ونحو 100 طلقة من طائرة هليكوبتر مزودة بمدفع رشاش، لكنه فشل في إسقاط أي من الطائرات المسيرة أثناء تحليقها فوق عدة مدن كورية جنوبية، بما في ذلك العاصمة سول، لمدة خمس ساعات تقريباً.
وقال الجيش إنه طارد واحدة من أصل 5 مسيرات فوق منطقة سول الكبرى، لكنه لم يستطع مهاجمتها بقوة بسبب مخاوف بشأن سلامة المدنيين.
وأعاد الحادث طرح تساؤلات بشأن الدفاعات الجوية لكوريا الجنوبية، في وقت تحاول فيه كبح جماح التهديدات النووية والصاروخية المتطورة لكوريا الشمالية.