25 يونيو 2024
25 يوليو 2022

 

تهاوت قلعة الامبراطورية الإسلامية قبل ان تتفجر طاقات العلم الحديث. انتهت السلطة الاسلامية الواسعة قبل ان تشتبك مع العلم الحديث. كان ذلك قبل نيوتن. 


ولهذا لم يحصل ان اشتبك الاسلام بالعلم. اقصد بذلك علم الطبيعة او علم الفيزياء. ولهذا لم نكن نعرف موقف الاسلام من العلم. ونحاجج بأن الاسلام لا يتعارض مع العلم الحديث. والحقيقة انهما لم يخوضا معركة كتلك التي خاضت الكنيسة في القرون الخمسة الاخيرة وانتهت بالتسليم للعلم وليس من دون ثمن. 

 

خاض الاسلام تجربة مع العلم في مراحل مبكرة. وهي مبكرة جدا على اهم الفتوحات المعرفية في الخمسة القرون الاخيرة لكنه اغلقها بالتسليم بعدم قدرة الانسان في فهم الكون. بالتالي ينبغي لمداراة قلق المعرفة ادراك التقصير ومحدودية العقل في ادارك العقل ذاته وفي ادارك الكون. 
كانت الاجابة روحية صرفة لا تخلو من وجاهة. على اعتبار الايمان سابق على العلم. وغاية العلم هي تأكيد الإيمان لا المساس به. 
 

هذه الحلقة من التفاعل بين اللاهوت والناسوت، بين القطعي والنسبي بين الماورائي والفيزيائي هي حلقة مهمة في تطور التصور الحضاري لأمة ما واعادة موضعة العلم واعادة ادماجه في الدين او ادماج الدين في العلم. 

 

وبما اننا لم نشرع في هذه الحلقة فإننا لا نملك موقفاً مؤسساً وبنيوياً. إنما نتبنى موقفاً تلفيقياً. 


موقف تلفيقي يمتد على مجالات معرفية كثيرة ليس في علم الطبيعة فقط. انظروا إلى مسألة الاقتصاد والمال. بعد نشاط اقتصادي واجتماعي وسياسي كبير حجما واثراً لأكثر من عشرة قرون ظهر الاقتصاد الاسلامي كتنظير في آخر ستة عقود فقط. 

 

ظهر دون أصالة معرفية ولا تجريبية. فقط تلفيق تجريبي يقوم على مفاهيم اخلاقية عامة واقتباس نظري وضعي فج.

 
ومثله نفعل في العلوم البحتة. بتلفيق الاكتشاف على مقولات مجازية نكسيها السبق والاعجاز. وما دون ذلك تسخيف الفعل العلمي. كما هو الجدل حول صورة الكون الأخيرة. 

 

هذا لأن الثقافة الإسلامية قائمة على تصور دامغ في امتلاك حقيقة مطلقة كونية مصدرها القديم. والقديم هو العليم. وتجليات القديم التي يحوز عليها المسلم هي المدونة الدينية. فتجري العودة إليها كمرجع ليس اخلاقي وسلوكي انما مرجع تفسيري للظاهرة الكونية ومعياري في رسم حدود العلم. 

 

يقلق المسلم إذا أدعى الانسان امتلاك المعرفة. لانها منافسة في الصفة مع العليم. بينما هناك تسليم -ليس عرفاني- بوضاعة قدرة الانسان كحقيقة سابقة على البحث المعرفي والعلمي. 

 

اذا تفقنا على فرضية أننا لم نخض في حلقة الاشتباك مع العلم فان السؤال الآن هو كيف يمكن تحقيق هذا الاشتباك بحرق المراحل والاعتراف بالعلم وبنسبيته وحقيقته المتراكمة التي تنفصل عن الدين منهجا وفلسفة.

 

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI