21 نوفمبر 2024
7 فبراير 2024
يمن فريدم-خاص-محي الدين الشوتري


ما برحن العشرات من النساء الريفيات في لحج يكافحن من خلال العديد من المهن الخاصة بهن، والتي يحاولن من خلالها البقاء في معترك الحياة الذي أزداد صعوبة في السنوات الأخيرة مع تردي الحالة المعيشية لمختلف شرائح المجتمع ، لتضطلع المرأة الريفية بالدور الريادي في القيام بالانفاق على أسرتها في ظل انقطاع المرتبات أو تضاءل صرفها في الوقت المحدد مع تردي العملة الوطنية وارتفاع الأسعار.

تتنوع تضاريس محافظة لحج بين الجبلية والسهلية والساحلية ومعها طبيعة المجتمع وتقاليده، في تلك المناطق كانت المرأة حاضرة في تفاصيل المجتمع من خلال اسهامها في تنمية المجتمع والسعي لتحقيق الاستقرار الممكن للأسرة الريفية.

جلب الطين من الأرض ليست عملية سهلة عند الحاج نورة الحوشبي 60 عاما فهي مهمة صعبة لأمراة مسنة دعتها الحاجة لصناعة التنانير الطينية وانتظار أيام من أجل بيعها بمبلغ لا يتخطى الـ 5 آلاف ريال، وهو مبلغ زهيد لا يفي بتوفير أدنى متطلبات الأسرة، خاصة وأن زوجها متقاعد على مرتب 25 ألف ريال ولا يغطي مصاريف البيت لأسبوع واحد.

تبدأ الحوشبي يومياتها بالذهاب نحو الأراضي الزراعية لجلب التراب على رأسها إلى المنزل، وهناك تتم عملية خلطه بالماء ومخلفات البقر والبدء بعملية صناعته لمدة يوم أو يومين، حيث يحتاج التوقف في مراحل الرفع لتركه للشمس كي يجف حتى لا يتعرض الطين للسقوط و التبعثر.

تتفاوت أسعار التنانير الطينية بين 5000-7000 ريال يمني، وهي أسعار لا تتلاءم مع طبيعة الجهد الذي تبذله المرأة في المناطق السهلية والجبلية في لحج، حيث لا يتم عرضه دوما في الأسواق إلا فيما ندر، وتتم صناعته بناء على طلب الزبائن للحصول عليه، حيث يستخدم في عملية الطبخ الذي يفضله المواطنون في قرى لحج نظرا لكلفته الاقتصادية البسيطة في ظل أزمة الغاز المستفحلة.

في ساحل لحج 120 كيلو شمال مدينة الحوطة محافظة لحج تنشط المرأة الساحلية من خلال مهن تتناسب مع طبيعة المنطقة وقربها من البحر، فمنطقة خور العميرة يوجد بها 300 امرأة في جمعية المرأة الساحلية بالمنطقة تسهم في الرفع من قدراتهن في القطاع السمكي.

تمثل مهنة حياكة الشباك من أبرز المهن التي تجيدها النساء في المناطق الساحلية في لحج، والتي يتم استخدامها في البحر واصطياد السمك، حيث يعد مصدر العيش الرئيس لغالبية سكان المنطقة البالغ عددهم قرابة 2000 نسمة.

تعد إيمان دربعي، رئيس جمعية المرأة الساحلية، في خور عميرة، من أقدم النساء الساحليات في صناعة الشباك التي ماتزال تعمل عليها لمساعدة أسرتها، من خلال الاصطياد بها في البحر وبعد ذلك عرضه في مركز الانزال السمكي بالمنطقة حيث يقوم بشراءه من الصيادات بعض الزبائن.

مهن متوارثة

تقول دربعي إن حياكة الشباكة تحتاج جهد كبير وهي مهنة اعتمدت عليها باكرا وتعلمتها من والدتها، ومازلت مستمرة فيها كون عملية الشراء تكلف مبالغ فوق طاقتها حيث يتجاوز اسعارها نصف المليون وهي مبلغ لا تستطيع توفيرها في ظل المتطلبات الحياتية الكبيرة وعدم الاهتمام بدعم الصيادات في المنطقة.

لكن وفق دربعي يظل غلاء المساطر والغزل التي يستخدمان في عملية صناعة شباك الصيد عائق أمام الكثير من النساء الساحليات في ظل عدم حصولهن على أي دعم لتنمية انفسهن في الوقت الذي يمثله البحر للمراة الساحلية كطوق النجاة الوحيد من شبح البطالة والفقر.

وتعد جمعية المرأة في خور عميرة من انشط الجمعيات النسائية في ساحل لحج حيث نجحت في الفترة الماضية في توفير العديد من معدات الاصطياد للصيادين في المنطقة على مستوى الجمعيات في ساحل لحج البالغ تسعون كيلو مترا.

تنوع المهن

ولا تزال مهنة الخزف تثير اهتمام النساء الكبيرات في المناطق الريفية في لحج التي مازلن يعملن في حياكة سعف النخيل من خلال مجموعة من الاعمال التي يتم انتاجها كالحصير والمكانس والمشاجب.

تقول جميلة حسن إن العمل مرهقا ومتعبا وتضطر للعمل فيها الذي يأخذ أياما في بعض الأشكال من أجل بيعها لتوفير بعض متطلبات الأسرة في ظل أزمة الغلاء، موضحة أن العمل يحتاج جهدا ووقتا وتركيز كون أي خلل يفرض عليها إعادة العمل.

احتياجات

ترى جميلة أن المردود بخس جدا ولا يلبي حاجتها، لكن شعارها الشيء أفضل من لا شيء في ظل الغلاء وتراجع الاقبال على هذه المصنوعات بخلاف عما كان عليه في السابق.

في ضواحي مديرية تبن شرق مدينة الحوطة عاصمة لحج، وجدت (نهلة كرد) من مشتقات الألبان وإعادة انتاجها فرصة للعيش مستفيدة من الدعم الذي تحصلن عليه بعض النساء في قريتها من خلال ثلاجات لخزن الحليب قبل بسترته وتحويله قوارير وعلب من الحقين والزبادي قبل إرسالها إلى أحد المراكز لبيع مشتقات الالبان وهو كرفانة تحصلت عليه النساء الريفيات في سوق صبر لبيع منتجاتهن من الحقين والزبادي.

تقول نهلة إن الانتاج يقتصر على بعض أيام الأسبوع وعلى نوعية وكمية الحليب الذي تتحصلن عليه من خلال الأبقار، حيث يقمن بشراءه من رعاة الأبقار هناك قبل أن يتم تنقيته وبسترته ووضعه في علب لارساله للأسواق سواء في لحج أو في عدن.

وبحسب كرد، فإنها تعتمد على تعاون زوجها في العمل ومن ثم في تسويقه للأسواق، وأن منتجها يلاقي رواجا كبيرا في السوق بحكم الانتاج الطبيعي غير الصناعي، بما فيها التي يتم الاقبال على منتجات الزبادي والحقين من خلال ما يجدنه من مردود من الأسواق التجارية والمولات في لحج أو عدن حيث يتم عرض هذه المنتجات.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI