8 سبتمبر 2024
1 سبتمبر 2024
يمن فريدم-خاص


في محافظة المحويت غربي اليمن، تقع مديرية ملحان التي تصدرت منصات التواصل الاجتماعي بعد أن اجتاحتها السيول وخلفت مأساة إنسانية كبيرة، وأضرار مادية فادحة لحقت بالمنطقة.

لم تكن مديرية "ملحان" وحدها من تضررت من السيول والفيضانات التي تشهدها البلاد، بل سبقتها محافظات (تعز جنوب غربي اليمن، الحديدة وحجة غربي اليمن)، هناك تركت السيول الجارفة قصص مأساوية يسردها الناجون وشهود عيان، لخصت تلك القصص حجم الكارثة غير المتوقعة في البلاد ككل.

الحديدة في قلب الفيضانات

في الحديدة ارتفع عدد ضحايا السيول والأمطار الغزيرة، إلى 84 حالة وفاة و25 مصابا، وفق ما ذكرته لجنة الطوارئ بالمحافظة، والتي قالت إن الضحايا قضوا جراء السيول الجارفة والصواعق، وتهدم الكثير من المنازل، في 16 مديرية.

وأشار اللجنة إلى أن (21) شخصا قضوا في مديرية زبيد، (9) في الزيدية، (9) في الزهرة، (7) في الدريهمي، و(7) في بيت الفقيه، إلى جانب (9) في السخنة، (5) في المراوعة، (5) في كل من باجل، والضحي.

وأودت السيول بحياة شخصين في اللحية، (2) آخرين في الجراحي، (4) بمديريات الحالي وجبل رأس والمنيرة والقناوص، إضافة إلى حالتين في برع.

كل هذه المآسي التي خلفتها السيول والفيضانات، هي صور من صور التغيرات المناخية ومخاطرها التي تحدق باليمن، في ظل غياب استراتيجية وطنية قادرة على مواجهة تلك التحديات والمخاطر التي يمكن لها أن تقلل من الخسائر البشرية والمادية.

المحويت.. مآساة "ملحان" المنسية

مأساة مديرية ملحان في محافظة المحويت، كانت فاجعة كبيرة لسكان المديرية خاصة واليمن عامة، العشرات ماتوا وآخرين ما يزالون في عداد المفقودين، منازل تهدمت وأراضٍ زراعية انجرفت، وطرقات لم تعد صالحة للاستخدام، كل ذلك يلخص هذه المأساة التي لحقت بالسكان الذين يواجهون نقصا كبيرا في الاحتياجات الطارئة بعد أن فقدوا كل شيء، فلا مأوى ولا طعام ولا خدمات صحية وأدوات النظافة.

تتحدث المصادر في المديرية عن وضع مأساوي مزرٍ للغاية يعيشه سكان القرى التي اجتاحتها سيول الأمطار في 28 أغسطس 2024، مع صعوبة الوصول للمفقودين، وكذا صعوبة إيصال المساعدات الإغاثية الطارئة للناجين من هذه الكارثة، وهو ما يفاقم من الوضع الإنساني للمتضررين.

خسائر كارثية

كشف الاحصائيات التي جرى رصدها في مديرية ملحان عن خسائر كبيرة لحقت بالسكان وممتلكاتهم منذ أن اجتاحت السيول قرى المديرية.

وبحسب الإحصائية فقد أودت السيول إلى وفاة (43) شخصا، وفقدان (10) آخرين، فيما يجرى البحث عنهم بين الأنقاض.

أما المنازل التي تهدمت بشكل كلي قد بلغ عددها (40) منزلا، فيما المنازل المتضررة جزئيا بلغ عددها (250) منزلا، والمحلات التجارية (4) محل.

وتشردت (40) أسرة، حيث أصبحت بلا مأوى بعد أن جرفتها السيول، وهي بحاجة لإيواء وغذا ودواء بحسب الجهات التي تعمل على انقاذها في المنطقة المنكوبة.

وعلى مستوى الأسر التي تضررت منازلها بشكل جزئي أو تقع في مناطق خطرة فقد بلغت (380) أسرة، وتحتاج لتدخل عاجل يمكنها من الحصول إيواء وغذاء ودواء وإزالة الخطر عنها.

وبحسب الإحصائية فقد تضررت (8) آلاف أسرة جراء انقطاع الطرقات، والتي لم تصلها أية مساعدات عاجلة بفعل الأضرار الكبيرة التي لحقت بشبكة الطرقات في المديرية.

وبيّنت الإحصائية خسائر السكان في المواشي، حيث رصدت 12 من الأبقار، (148) من الأغنام، أما المدرجات الزراعية فقد السكان (40) ألف مدرجة زراعية تدمرت بشكل كلي، و(60) ألف مدرجة تدمرت جزئيا.

وعلى مستوى المنشآت العامة فقد رصدت الإحصائية تعرض مدرستين للجرف الجزئي والدفن الجزئي، وتدمير مسجدين بشكل كلي.

أما القرى والعزل التي اجتاحتها السيول هي (قرية، شايع، قرية شحط صحن، قرية بيت عبيد، قرية مداور، قرية بيت المعلم بعزلة همدان، قرية الشرفي، قرية المحرث ووادي حمي، قرية الحرب، قرية حورة، قرية المحراس، قرية الوقوز، قرية قعبان، قرية المربض، قرية بني حريش، قرية سلعة، قرية السرب بعزلة القبلة).


وثمة مناطق وقرى نزح سكانها بسبب التهديد أو التضرر الجزئي للمنازل وهي (قرى وادي حمى، قرى في حبش، قرية قعبان، قرية وادي الرمان)، وهي بحاجة لمأوى وغذاء بحسب المناشدات.
كما تضررت (8) سيارات تابعة لمواطنين في المناطق التي احتاجتها السيول.

محافظة ذمار.. كارثة جديدة للسيول


لم تنج محافظة ذمار الواقعة شمالي اليمن، من كارثة السيول، هي الأخرى طالتها كارثة التغيرات المناخية، ففي قرية الجرف بعزلة "قوير" بمديرية وصاب السافل، فقد سجلت السلطات المحلية وفاة (27) شخصا وفقدان آخرين جراء سيول جارفة احتاجت المنطقة مساء الجمعة 30 أغسطس 2024.

وتسببت أيضا بجرف أراضٍ ومدرجات زراعية وانهيار برك مياه، وتهدم منازل ومحال تجارية وجرف سيارات.

هذه الكوارث تؤكد أن اليمن أصبح في دارة التغيرات المناخية التي تحذر منها منظمات محلية معنية بالتغيرات المناخية.

إن هذه الكوارث التي ضربت اليمن خلال هذا العام، يؤكد الحاجة إلى تحرك مشترك بين الجهات الرسمية والمجتمع المدني، ومع جهات دولية على رأسها الأمم المتحدة، أملا في الحصول على دعم حقيقي يمكن اليمن من التعامل مع هذه الكوارث وتداعيات التغيرات المناخية التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على سكان البلاد.
 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI