7 يوليو 2024
1 نوفمبر 2022

 

 

في الجوانب العلمية والسلوكية والتقنية عادةً ما يتم العمل على أسس مجموعات بحثية وهذه المجموعات تتوزع عبر الجامعات المختلفة وتقوم بدورها البحثي التكاملي الدقيق، فتجد الشركات التجارية ذات العلاقة الصناعية تمول كثير من أبحاث هذه المجموعات من أجل الاختراعات والتصنيع والربح إلى جانب التمويلات من الحكومات والمنظمات الدولية.

 

فيتكون الفريق مثلا من عشرين باحث من مختلف المستويات مثل استاذ دكتور واستاذة مشاركين ومساعدين وباحثين ما بعد الدكتوراة وكذلك طلبة دكتوراة وماجستير وهؤلاء الطلبة هم الكم الأكبر في المجموعات.

 

ولو افترضنا لدينا ما يسمى السفينة العائمة داخل جسم الإنسان والتي اخترعها فريق من جامعة لايدن بهولندا وهي عبارة عن كبسولة تدخل داخل جسم الإنسان وتقوم بمعرفة وتشخيص كل الامراض. هذا الاختراع تم تطويره عن طريق تعاون مجموعات بحثية مختلفة. فيعني العلاقة الزبائنية أن كل فريق يعتمد على الآخرين في البحث والنشر والاقتباس.

 

ففريق A ينقل من فريق B والعكس صحيح مداخلات كل فريق هناك ورقة يصدرها كل باحث ويقوم هو بإدارتها وتحت مشاركة الاخرين بشكل طفيف ويكتب كل اسماء الفريق وبالتالي نجد أن آخر العام أن كل فريق أصدر حوالي عشرين إلى اربعين ورقة عملية واقتباسات من أكثر من مجموعة بحثية، فالعلاقة الزبائنية تتحتم على كل فريق أن يقتبس من الآخر وكذلك داخل كل فريق يتم الاقتباسات البينية. فتأتي نهاية كل سنة وكل اعضاء ورئيس الفريق لديه ما يعادل ومتوسط ثلاثين ورقة منشورة وحوالي ألف إلى الفين اقتباسات.

 

ولذا لا نستغرب في العلوم والجوانب التطبيقية أن نجد طالب دكتوراه لديه حوالي مائة بحث منشور ومعامل تأثير أكثر من 50 وهو في مرحلة مبكرة ولكنه ضمن فريق ويعمل ضمن لعبة الاقتباسات.

 

في الجوانب الانسانية والاجتماعية صعب جدا ينشر طالب الدكتوراة بحث أو ثلاثة خلال مرحلة تعلميه كون الورقة الواحدة تحتاج إلى ثلاث سنوات والمجلات تصدر بشكل نصفي أو سنوي وهذا خلاف المجلات العلمية التي تصدر في الشهر بعضها مرتين أي عشرة اعداد في السنة.
 

 

وبالتالي سهل جدًا أن تجد شخص في الجانب العلمي ولديه معدل بحثين في الأسبوع وباحث في العلوم الاجتماعية لديه معدل بحث في السنة، فهذا تخصص وهذا تخصص وواقع آخر. فلا يعني ذلك أن الباحث في جانب العلوم والتكنولوجيا ذات ذكاء خارق وأنه قادر على النشر وكأنه مكينة فالعقل البشري قدراته محدودة.

 

وفي المقابل باحث العلوم الاجتماعية يعمل بشكر انفرادي أو في مجموعة صغيرة ويمكن أن ينشر بحثين إلى ثلاثة في السنة.

 

في الوقت الراهن وسياسة الجامعات في أنشر وأنشر تعد عملية النشر حاليًا صناعة وتكرار لما قيل ونقل من مجموعة إلى أخرى وقلما نجد ورقة واحدة تحدث تأثير واختراع مهم ما بين كل الأوراق المنشورة والتي تعد تطورًا لما اخترع سابقًا ولم يعد باب الاختراعات مجود ولكن باب تطوير الاختراعات التي تمت في عصر الثورة الصناعية في القرن الماضي. وبالتالي ورقة ما بين مائة ألف ورقة منشوره وصاحبها بأخذ جائزة نوبل في تخصصه.

 

فالباحث في مجال العلوم الاجتماعية قد يكون الاقتباسات منه أقل من الباحث في المجال العلمي والتقني ولكن كل مائة اقتباسات لديه توازي ألف اقتباس في الجانب العلمي وكل بحث ينشره يوازي عشرة ابحاث في ظل صناعة الابحاث والدراسات العلمية في الجانب التقني والعلمي.

 

هكذا تتحدث كثير من الدراسات والتي تقول إن %90 من الأبحاث المنشورة لا يتم قرأتها في الجانب العلمي ولكن يتم الاقتباس منها حسب العلاقة الزبائنية البنية داخل المجموعات البحثية وما بين المجموعات البحثية المنتشرة في كل الجامعات.

 

الخلاصة لا تكونون محل اعجاب عندما ترون شخص لديه مئات الابحاث في السنة وكذلك الالاف الاقتباسات، فلو حسبنا ثواني حياته كلها في اليوم والشهر والسنة لما استطاع كاتبة كل الكلام في الورق المنشورة أي لن تفي الثواني لعدد الكلمات المنشورة له ولو افترضنا أنه يكتب في كل ثانية كلمة. الواقع صناعة زبائنية بين المجموعات والمجلات التي تنشر بشكل سريع من أجل زيادة معامل التأثير لها وللباحث مع بعض. والجامعات كذلك تريد أن تحصل على مبالغ مالية ومشاريع بحثية من أجل التمويل المالي.

 

معظم الابحاث لا يتم الأخذ بها أو حتى قرأتها وإنما يتم اقتباسها في أطار الصناعة الزبائنية وفقط ورقة واحدة يمكن أن تحدث اختراع تطويري تأخذ عادة جائزة نوبل في التخصص.

 

"من صفحة الكاتب في فيس بوك"

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI