5 فبراير 2025
25 مايو 2023
يمن فريدم-الحرة
REUTERS

 

أصبحت الباحثة في الخلايا الجذعية، ريانا برناوي، الاثنين الماضي، أول امرأة سعودية وعربية تسافر إلى الفضاء بعد انطلاقها على متن رحلة شركة Axiom Space، مع مواطنها السعودي الطيار علي القرني، ورائدة الفضاء السابقة في ناسا بيغي ويتسون، والطيار، المستثمر جون شوفنر.

 

تقول شبكة CNN الأميركية إن الركاب، عدا بيغي ويتسون، هم "زبائن" للشركة، دفعوا من أجل الاشتراك في الرحلة على متن كبسولة دراغون كرو، ضمن مهمة AX-2 التي أقلعت من فلوريدا الاثنين.

 

وسيقيم الطاقم لمدة أسبوع في محطة الفضاء الدولية، حيث يقيم منذ أشهر رائد فضاء عربي آخر هو الإماراتي سلطان النيادي.

 

وهذه هي "المرة الأولى في التاريخ التي يجتمع فيها ثلاثة أشخاص عرب في الفضاء"، وفقا لمدير مركز محمد بن راشد للفضاء، سالم حميد المري.

 

دعاية.. اقتصاد.. أم مهمة علمية؟

 

وتقول شبكة CNN إن مهمة AX-2 التي شارك فيها رائدا الفضاء السعوديان هي واحدة من مجموعة من المهام التي تأمل أكسيوم سبيس وناسا من خلالها الاستمرار في تحفيز مشاركة القطاع الخاص في رحلات الفضاء - خاصة في المدار الأرضي المنخفض، حيث تقع المحطة الفضائية.

 

ووفقا لبيان من وكالة ناسا الفضائية الأميركية فإن الفريق سيقوم بـ"إجراء البحوث العلمية والتوعوية والأنشطة التجارية في المحطة الفضائية.

 

وطلب موقع "الحرة" من الوكالة توضيحا بشأن الأهمية العلمية للمهمة، وطبيعة "النشاطات التجارية" المرتبطة بها، ولم ترد الوكالة على الاستفسارات حتى لحظة نشر التقرير.

 

لكن شبكة CNN تقول إن الفريق سيعمل على أكثر من 20 تحقيقا ومشروعا علميا - بما في ذلك الخلايا الجذعية وغيرها من الأبحاث الطبية الحيوية.

 

وتساعد برامج الفضاء حسنة الإعداد في تحقيق تطور علمي في الدول التي تشغلها.

 

ويقول موقع Live Science العلمي، إن برنامج مسبار الإمارات الإماراتي - وفقا لإحصائية نشرت عام 2020، حتى قبل إطلاقه عام 2021، قد أدى إلى "انفجار علمي صغير" في الإمارات، حيث نشرت 50 ورقة بحثية تمت مراجعتها من قبل الأقران خلال فترة بناء المسبار وتطويره.

 

وأشاد موقع Nature العلمي بكون الإمارات أتاحت بيانات مهمتها المريخية للجمهور.

 

وفي حديث مع موقع "الحرة"، يقول عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، ملهم هندي، إن الرحلات الفضائية تتمتع "بظرف مميز لا يمكن خلقه على سطح الأرض وهو الجاذبية الصغرى التي تسمح بتوسع أبحاث الفضاء وتطوير التقنيات بشكل كبير جدا".

 

ويشير إلى أن دراسة تأثير تلك التجارب على جسم الإنسان والأغذية يعطي فكرة أوسع للظروف والمشاكل والحلول عند إرسال البشر لرحلات طويلة في الفضاء سواء لاستكشاف القمر أو المريخ أو أي رحلة مستقبلية.

 

ومع أن من غير المعروف، بشكل رسمي، حتى الآن طبيعة الأبحاث التي سيجريها رواد الفضاء السعوديون أو مدى أهميتها العلمية، يعتبر الحصول على الخبرات مهما للغاية لبرامج مثل برامج الفضاء.

 

وتقول الهيئة السعودية للفضاء إن برنامج المملكة لرواد الفضاء "يهدف لتأهيل كوادر سعودية متمرسة لخوض رحلات فضائية طويلة وقصيرة المدى والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهام المستقبلية المتعلقة بالفضاء".

 

ويقول هندي إن البيانات التي يرسلها مسبار الأمل الإماراتي أعطت نظرة شمولية للغلاف الجوي للمريخ، وكشفت عن بيانات مفصلة لأول مرة عن قمر الكوكب الأحمر "ديموس".

 

ويتابع أن برنامج رواد الفضاء العرب في المحطة الفضائية الدولية يتضمن أبحاثا تقام لأول مرة في العالم، مثل التجارب على الخلايا الجذعية أو الاستمطار الاصطناعي، ما يفيد على المستوى المحلي والعالمي، على حد تعبيره.

 

ويؤكد هندي أن مشاريع برنامجي الفضاء الإماراتي والسعودي، تعد جزءا من برنامج كبير أهم يهدف إلى "توطين صناعة الفضاء"، وفقا لحديثه.

 

ويشير إلى التحول لما يسمى "الاقتصاد الفضائي"، الذي سيعمل على زيادة موارد الدول مستقبلا ويعطي الدول استقلالية في استغلال موارد الفضاء.

 

ويقول موقع Nature إنه "بالنسبة للإماراتيين، تأتي أهداف علوم الفضاء في المرتبة الثانية، مقابل دراسة التحديات الاقتصادية والبيئية.

 

ويضيف أن الإمارات تأمل أن يتمكن مشروع المريخ من تسريع تحولها إلى اقتصاد للمعرفة - من خلال تشجيع البحث وبرامج الدرجات العلمية في العلوم الأساسية وإلهام الشباب في جميع أنحاء الدول العربية.

 

وينقل عن مدير مشروع بعثة المريخ، عمران شرف، قوله إن "مهمة المريخ هي مشروع ضخم مصمم لإحداث تحول كبير في العقلية"، مضيفا "ليس الفضاء، وإنما الاقتصاد".

 

مع هذا فإن مشاريع الفضاء تصلح للدعاية أيضا. إذ يرى خبراء في مجال الفضاء أن التنافس على الدعاية للتفوق العلمي دفع برامج الفضاء الأميركية والروسية المبكرة قدما للتنافس بشكل محموم على إيصال البشر إلى القمر أولا.

 

وفي النهاية، استفادت البشرية بشكل كبير من التقدم في برامج الفضاء.

 

وفي السعودية تقول هيئة الفضاء إن أول طاقم في برنامجها ضم "رائدة ورائد فضاء سعوديين، لتسجل المملكة بذلك حدثا تاريخيا مهما من خلال إرسال أول امرأة سعودية إلى الفضاء".

 

وتضيف "تعد رحلات الفضاء المأهولة مقياسا لتفوق الدول وتنافسيتها عالميا في العديد من المجالات مثل التقدم التكنولوجي والهندسي والبحث العلمي والابتكار".

 

وفور وصولهما إلى منطقة الجاذبية المنخفضة، شكر السعوديان "قيادة المملكة ووكالة ناسا والوكالات الأوروبية واليابانية للفضاء على التدريب".

 

وقالت برناوي في حديث من داخل محطة الفضاء الدولية إنها تعيش "حلما يتحقق"، وقالت إن المرحلة المقبلة هي "استكشاف مزيد" في الفضاء.

 

وتحدثت برناوي عن التدريب الذي تلقته خلال الأشهر الماضية، وقالت إن لحظة انطلاق الصاروخ كانت عاطفية للغاية.

 

وقال القرني إن "تجربة الإقلاع التاريخية ستخلد في ذاكرتي إلى الأبد".

 

وقال السعوديان إنهما سيجريان "أبحاثا علمية في الفضاء".

 

وفي الإمارات، اختير موعد وصول مسبار الأمل إلى المريخ ليتزامن مع العيد الوطني الإماراتي الخمسين.

 

وتركز الإمارات كذلك على أنها صاحبة "أطول مهمة فضائية عربية"، وأنها "الدولة العربية الأولى التي تمتلك مسبارا قرب المريخ"، والدولة العربية الأولى التي تحاول الوصول بمستكشف إلى القمر.

 

وتواصل موقع "الحرة" عبر البريد الإلكتروني، مع مركز محمد بن راشد للفضاء، للحديث عن الموضوع ولم يتلق ردا حتى الآن.

 

ويشير المحلل السياسي الإماراتي، محمد التقي، إلى مهمة قام بها رائد الفضاء الإماراتي، سلطان النيادي، بالسير في الفضاء لمدة 6.5 ساعات تقريبا، بغرض العمل على صيانة محطة الفضاء الدولية وتحديثها.

 

وبذلك أصبح رائد الفضاء الإماراتي "أول عربي يسير في الفضاء"، وفقا لحديث التقي.

 

وأشار التقي إلى أن النيادي البالغ 41 عاما، سيمضي ستة أشهر في محطة الفضاء الدولية، وسيكون "أول عربي" يفعل ذلك.

 

ويقول المحلل السياسي الإماراتي "لدى الإمارات كوادر تستطيع المساهمة في تنمية العلوم البشرية وبالتحديد في قطاع الفضاء".

 

كم تكلف رحلة إلى الفضاء؟

 

حتى الآن سافر أكثر من 600 شخص إلى الفضاء في رحلات ممولة من وكالات حكومية مثل ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية وغيرها، وفقا لموقع Starlust المعني بشؤون الفضاء. لكن مع التطور الكبير في مجال النقل خارج المدار الجوي للأرض، تناقصت بشكل كبير كلف نقل الأشخاص - والأشياء - إلى الفضاء.

 

خلال سباق الفضاء، على سبيل المثال، أنفقت ناسا 28 مليار دولار على برنامج إنزال رواد فضاء على سطح القمر (288 مليار دولار بقيمة اليوم)، فيما يكلف نظام الإطلاق الفضائي الجديد لناسا نحو 2-4 مليار دولار لكل عملية إطلاق.

 

وبينما تدفع ناسا لروسيا نحو 80 مليون دولار لكل مقعد على رحلات سويوز إلى محطة الفضاء، بعد توقف برنامج مكوك الفضاء الأميركي ديكسفري عام 2011، فقد دفع دينيس تيتو، وهو أول شخص "عادي" يسافر إلى المحطة الدولية، 20 مليون دولار عام 2001، وأقام في المحطة ثمانية أيام، وفقا للموقع ذاته.

 

واستخدم أول رائد فضاء إماراتي، هزاع المنصوري، سويوز للانتقال إلى محطة الفضاء في عام 2019، والإقامة فيها 8 أيام.

 

وتقول شبكة CNN إن السعودية دفعت أموالا مقابل نقل مواطنيها، برناوي، والقرني وهو طيار مقاتل في سلاح الجو الملكي السعودي، إلى الفضاء.

 

ولم تكشف برامج الفضاء السعودية والإماراتية عن المبالغ التي دفعتها لنقل روادها.

 

وتوفر شراكة بين "أكسيوم سبيس" و"سبيس إكس"، اللتين سيرتا رحلة رائدي الفضاء السعوديين إلى المحطة الدولية "خدمتين للسياحة الفضائية يكلف كل منهما 55 مليون دولار.

 

إحدى الخدمتين تغطي تكاليف النقل وإقامة على مدى 8 أيام في محطة الفضاء الدولية، والثانية إقامة لثلاثة أيام في كبسولة سبيس أكس دراغون، تدور على بعد 357 ميلا من الأرض.

 

ومن غير الواضح، ما إذا كان رائدا الفضاء السعوديان، اللذان سيبقيان ثمانية أيام في الفضاء، قد شاركا في الخدمة الأولى.

 

ومن المرجح أن تكون تكاليف إقامة رائد الفضاء الإماراتي، سلطان النيادي، الطويلة نسبيا في الفضاء أكثر من هذا المبالغ.

 

وانطلق النيادي في رحلة "سبيس إكس كرو 6" التابعة لشركة سبيس أكس، في 2 مارس الماضي، في رحلة من المقرر أن تستمر لستة أشهر.

 

ويقول عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك بجدة، ملهم هندي، أن مقاعد الصعود للفضاء أصبحت مدفوعة الثمن منذ بداية المشاريع الفضائية المشتركة بين دول العالم.

 

ويضيف لموقع "الحرة" إن الأمر أصبح أكثر شيوعا مع دخول الشركات الخاصة مثل "سبيس أكس، وفيرجن غالاكتيك" لمضمار الفضاء.

 

وفتح ذلك الباب أمام دول عدة منها عربية، لاستثمار هذه المقاعد لتحقيق أهداف علمية، وفقا لعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء.

 

برامج الأقمار الصناعية ومسبار الفضاء

 

تمتلك تسع دول ومؤسسات عربية، بحسب موقع "موضوع"، ما مجموعه 64 قمرا صناعيا، 14 منها تابعة لشركة عرب سات التي أطلقتها جامعة الدول العربية.

 

وتمتلك السعودية 17 قمرا، أطلقت أولها هو "سعودي سات" عام 2000، وكان آخرها شاهين سات، ضمن "جيل جديد من الأقمار الصناعية الصغيرة" عام 2021.

 

وتمتلك الإمارات 14 قمرا، أطلقت أولها "ثريا 1"، عام 2000 ليكون قمر اتصالات وبث فضائي وربط شبكات، وآخرها "ظبي سات" عام 2021، المملوك لجامعة خليفة للتكنولوجيا. وتمتلك مصر 7 أقمار، والجزائر 6، والمغرب 2، وقطر 2، والعراق 1، وتونس قمرا واحدا.

 

وأيضا، فإن الإمارات تشغّل وتدير وتمول "مسبار الأمل" الذي وصل المريخ عام 2021 في مهمة تطول لعامين.

 

ونشرت الإمارات حزم بيانات جمعها المسبار، قالت إنها تساعد في "تكوين فهم أعمق حول التغيرات المناخية على سطح كوكب المريخ، ورسم خارطة توضح طبيعة طقسه الحالي عبر دراسة الطبقة السفلى من غلافه الجوي".

 

وتتيح وأيضا "دراسة تأثير التغيرات المناخية على المريخ في تشكيل ظاهرة هروب غازي الأكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي عبر دراسة العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلية والعلوية"، و"إجراء دراسات معمقة حول ظاهرة هروب غازي الأكسجين والهيدروجين من الغلاف الجوي لكوكب المريخ، ومعرفة أسباب حدوثها".

 

وتعمل الإمارات حاليا أيضا على مشروع "مستكشف راشد 2" الذي سيحاول الوصول إلى القمر بعد فشل المستكشف "راشد 1" في الوصول إلى هدفه.

 

وأعلن حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد فشل المهمة، في أبريل الماضي، بعد أن أعلنت شركة Ispace عن فقدان اتصالها بمركبة يابانية تحمل معها "راشد".

 

ووفقا لصحيفة الاتحاد فإن "راشد 1" طوره "فريق من المهندسين والخبراء والباحثين الإماراتيين في مركز محمد بن راشد للفضاء، وتم التصميم والبناء بجهود وطنية 100%".

 

وتأمل الإمارات، وفقا للصحيفة، أن يساعد المشروع في "تطوير تقنيات الروبوتات الخاصة بأنظمة مركبات الاستكشاف، ودراسة مواقع جديدة لأول مرة على سطح القمر، بالإضافة إلى دراسة وتحليل الغبار، وإجراء اختبارات للتربة القمرية، والغلاف الكهروضوئي القمري وغيرها".

 

رحلة AX-2

 

يقود طاقم AX-2 رائدة الفضاء السابقة في ناسا بيغي ويتسون، 63 عاما، وهي الآن موظفة في أكسيوم، وفي هذه المهمة، أصبحت ويتسون أيضا أول امرأة تقود رحلة فضائية خاصة.

 

والتحمت الكبسولة بمحطة الفضاء بنجاح صباح الاثنين بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، بعد تحليق استمر لنحو 16 ساعة.

 

وسيقضي ركاب AX-2 حوالي ثمانية أيام في العمل جنبا إلى جنب مع أفراد الطاقم الحاليين.

 

رواد الفضاء العرب

 

يذكر أن أول عربي سافر إلى الفضاء كان الأمير السعودي سلطان بن سلمان، الذي أمضى حوالي أسبوع في مهمة مكوك الفضاء التابع لناسا في عام 1985.

 

بعده سافر العقيد الطيار السوري، محمد فارس، إلى الفضاء الخارجي في عام 1987، على متن مركبة سويوز روسية الصنع، وقضى ثمانية أيام في محطة الفضاء الروسية مير.

 

ثم انقطع العرب عن الفضاء حتى عام 2019، حينما انطلق الإماراتي هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة سويوز 15، ليصبح ثالث رائد فضاء عربي إلى الفضاء والأول الذي يزور محطة الفضاء الدولية، التي بقي فيها لثمانية أيام.

 

وبعد المنصوري انطلق الإماراتي سلطان النيادي إلى محطة الفضاء، حيث يقيم منذ مارس الماضي في مهمة تطول ستة أشهر.

 

وكان المنصوري أول رائد فضاء إماراتي ينطلق إلى الفضاء وأول رائد عربي يزور محطة الفضاء الدولية بعد انطلاقه في رحلة لمدة 8 أيام، في سبتمبر من عام 2019.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI