يلج اليمنيون العام 2024 وسط آمال عريضة بأن يكون العام الجديد نذير خير على البلاد الذي تعصف بها الحرب والتشظي، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تفاقمت كثيرا عما كانت عليه مع اندلاع الحرب، فلم تعد الحرب هي من تخيف اليمنيين بل صار الجوع والفقر هو الكابوس الذي يلاحق شريحة عريضة من أطياف المجتمع اليمني.
يبدأ العام الميلادي الجديد 2024 ومعه تبدأ آمال اليمنيين الذين يرقبون انفراجة في الأزمة السياسية الجامدة في ظل الحديث الأممي عن قرب التوقيع عن اتفاقية بين الحكومية الشرعية والحوثيين التي يؤمل اليمنيون أن تضع أوزارها الثقيلة على كاهل اليمنيين.
ويقول الصحفي فتحي بن لزرق في سياق حديثه عن تطلعه للعام الجديد، إن طموح اليمنيين أن يعم السلام في العام 2024، هو هم الغالبية خصوصا بعدما تيقنت كل الاطراف المحلية والدولية أن الحسم العسكري في الحرب ضد الحوثيين او من قبل الحوثيين بات أمرًا صعبًا التحقيق، بالتالي لا مناص إلا بالتوجه نحو التسوية السياسية السلمية تنهي صراع دائم منذ ثمان سنوات.
وأضاف أن معركة خطوات السلام الحالية تحتاج إلى توجه حقيقي من قبل كافة الأطراف المحلية وتنازلها لبعضها البعض، إضافة إلى ضرورة وجود ضغط دولي للإعمار وضغط دولي ضد الأطراف السياسية المختلفة باجبارها على تحقيق السلام.
وأكد لزرق أن السلام في اليمن بات مطلبا ملحا بعد أن وصلت الأزمة الإنسانية إلى مؤشرات قياس كارثية تستوجب جهود كل الأطراف لإحلال السلام في اليمن.
خارطة طريق
وتتضمن مسودة خارطة الطريق المزمع التوقيع عليها مطلع هذا الشهر وقف إطلاق النار بشكل دائم وشامل في أنحاء اليمن، وكذا الهجمات العابرة للحدود. صرف مرتبات موظفي القطاع العام (مدنيين وعسكريين)، الإفراج عن الأسرى والمعتقلين تحت قاعدة (الكل مقابل الكل)، رفع القيود عن الموانئ الجوية والبحرية، توحيد العملة الوطنية وضمان حيادية البنك المركزي اليمن، تشكيل لجان مشتركة من الحكومة والحوثيين بشأن فتح الطرقات الرئيسية المغلقة، ولجان أخرى اقتصادية وسياسية، كما تتضمن إجراء مفاوضات سياسية بين الحكومة والحوثيين وذلك خلال المرحلة الثانية من الاتفاق وتتضمن المرحلة الثالثة النقاش حول شكل الدولة اليمنية.
استقرار الوضع الاقتصادي
في ذات السياق يقول الصحفي عبد القادر حسن إنه يتمنى أن تستقر البلاد سياسيا واقتصاديا وتستقر الأسعار والعملة الوطنية تتحسن مقابل العملات الأجنبية الأخرى لما لذلك من انعكاس ايجابي على وضع الحياة المعيشية للموظف والمواطن اليمني.
وتابع عبد القادر جدية التحالف تبدأ أولا من خلال ابعاد التمييز في المناطق التي توجد بها حيث يتم الدفع بالريال السعودي للأطراف العسكرية المختلفة، وهذا كان أحد اسباب تدهور العملة المحلية بالإضافة للاجراءات الاقتصادية الأخرى وإعادة مكانة التعليم الحقيقية فاستمرار تشكيل الألوية لا ينم عن جدية وواقعية التحالف في اصلاح البلد، بل زاد في تدميره حيث لم يكد ترى موظفا يعمل في جهة حكومية إلا وترك عمله وألتحق بالعمل العسكري بسبب الألف الريال السعودي مقابل العملة الوطنية المتدنية في ظل ارتفاع الأسعار.
وأضاف حسن لابد من المساواة وصرف المرتبات بالعملة الوطنية والتوقف عن صرف الحوافز للتشكيلات العسكرية بالعملة الصعبة ودعم قطاع التعليم والصحة وتعويض المتضررين جراء الحرب وبناء الثقة وحل القضايا الوطنية بالعقل واللين حتى لا ينفرط الاتفاق ويتجدد الصراع.
تطلعات المرأة
وتأمل الناشطة المجتمعية، ألحان الشيباني، أن يكون العام الجديد هو عام السلام والأمان في اليمن وأن يشهد تحسن في الجانب السياسي، واتفاق الفرقاء على عودة الدولة إلى شكلها الذي يتمناه اليمنيون، وأن يتحسن الجانب الاقتصادي من خلال انخفاض الأسعار واستقرار الحالة المعيشية للسكان، بالإضافة إلى فتح المنافذ والمعابر وتوفر فرص العمل للشباب.
وتتطلع الشيباني إلى أن تأخذ المرأ ة نصيبها ومكانتها في مراكز صنع القرار، وتتم مكافأتها بالفرص، خاصة في ظل توقف التوظيف منذ العام 2011، وتوفير فرص للشباب والاستفادة من الطاقات الشبابية في مختلف المجالات.
وفي الوضع الاجتماعي لدى الناشطة الشيباني آمال أن ترى المجتمع متكافل ومتعاون لتحقيق استقرار اجتماعي يسهم في استقرار البلد.
اعادة الاعتبار للتعليم
ويقول المعلم عبد الغني محمد محي الدين، إنه شارف على انهاء خدمته في التعليم، حيث تبقى له سنة واحدة فقط خلال العام 2024 سوف ينهيها كآخر سنة دراسية متمنيا أن يرى المعلم في هذا العام انصافا لما تعرض له خلال السنوات الماضية من تدمير كبير بسبب الحرب حتى صارت مهنة التعليم من "أحقر المهن" بعد أن كانت من أقدس المهن، ومضى المعلم في مدرسة إبن سيناء في لحج أن الطلاب الملتحقين بالقطاع العسكري صاروا يسخرون من التعليم ويشجعون الطلاب على الالتحاق بالعمل العسكري، حيث أن الألف الريال السعودي تعد مرتبات ستة أشهر وأنهم اضطروا للعمل في مهن أخرى بعد أن كانوا مستغنين عنها طيلة السنوات الماضية حيث كان الراتب يعدل قبل الحرب. 300 دولار فيما صرف اليوم يعدل 50 دولارا.
وتابع في سياق حديثه "لن تكون جدية في بناء البلد مالم يكن العلم في طليعة الاهتمام والركيزة الاساسية في بناء المجتمع وأن يتفق الأطراف السياسية في اليمن عن ابعاده عن أي صراع متمنيا أن يجد المعلم خلال هذا العام كافة حقوقة وأن تعطى له الحقوق بما يتناسب مع حجم المعيشة المرتفعة وأن تعاد له مكانته المهدورة“.
في تعز يُمنّي المزارع (علي الهارب) نفسه أن يكون العام الجديد هو عام انتهاء الحرب وحلول السلام، وأن تعطي الدولة الزراعة والاهتمام الأكبر للمزارعين حتى يستطيعون رفد الاقتصاد الوطني والسوق المحلية كي يسهم في استقرار الاقتصاد واعادة العجلة من جديد.
ومع ذلك تظل الآمال والأمنيات معلّقة بين اليمنيين الذين ينشدون السلام لطي تسع سنوات من الحرب والدمار وتدهور الوضع المعيشي إلى مستويات قياسية.
وينتظر السواد الأعظم من الناس مؤشرات ايجابية في المساعي الدولية لإنهاء الحرب وبدء مرحلة التعافي التي تعبر عن ما يطمحون إليه منذ سنوات عجاف.